حكماً لا يقبل التفاهم مؤيداً لآراء لاهوتية بحتة لا تكاد تتفق مع أعظم الدراسات دقة" (١٨). وعندما وصل هذا المؤلف إلى فيتنبرج وعرضه بائع جوال للبيع تألبت عليه جمهرة من طلبة الجامعة، وأحرق المخزون لديه وقدره ٨٠٠ نسخة في ساحة السوق - وهو إجراء استهجنه لوثر في جذل. ورد على تيتزل في "عظة حوول صكوك الغفران والرحمة"، وختمها بقوله في تحد لا نظير له: "إذا كنت هرطيقاً في نظر مَن تعاني أكياس نقودهم من الحقائق التي أذكرها فإني لا أبالي كثيراً بصياحهم لأنه لا يقول هذا إلا مَن رانت على عقولهم غشاوة فلم يعرفوا قط الإنجيل" (١٩).
وأمطر جاكوب فان هوجسترايتن الكولوني، لوثر ووابلاً من عبارات التنديد، واقترح أن يحرق على السارية، وأصدر جوهان إيك، نائب مدير جامعة أنجولشتادت كتيباً باسم Obeilsci ( مارس عام ١٥١٨) اتهم فيه لوثر بنشر "السم البوهيمي"(هرطقات هس) وتقويض النظام الاكليروسي بأسره.
وفي روما نشر سيلفستر بريرياس، رقيب الأدب البابوي حواراً "يؤيد فيه سيادة البابا المطلقة بألفاظ لا تخلوا تماماً من المبالغة وبخاصة عندما يبسط نظريته إلى نقطة خاصة بالتجارة في صكوك الغفران ليس لها سند ولا عليها دليل"(٢٠).
وردّ لوثر في كتيب اسمه Resolutiones قرارات (أبريل عام ١٥١٨) وأرسل نسخاً منه إلى أسقفه المحلي وإلى البابا - مع تأكيدات بالمحافظة والطاعة في كلتا الحالتين وتحدث النص في رفق عن ليو العاشر: "على الرغم من أن في عالم الكنيسة رجالاً يجمعون بين العلم والقداسة فإن من سوء طالع عصرنا مع ذلك أنهم لا يستطيعون أن يمدوا يد العون للكنيسة … وها نحن أولاء نجد حبراً أعظم لا يباري هوليو العاشر، يمتاز بكمال وعلم هما بهجة لكل آذان الناس الطيبين، ولكن ماذا يستطيع أن يفعل وحده أرق الرجال