قلباً في مثل هذه البلبلة الكبيرة بين الامور مهما كان جديراً بأن يحكم في أوقات خير من هذه؟ … إننا في هذا العصر لا نستحق إلا بابوات من أمثال يوليوس الثاني وألكسندر السادس … إن روما نفسها - نعم روما، أكثر من الكل، تسخر الآن من الناس الطيبين، ترى في أي جزء من العالم المسيحي غير روما، حصن بابيلون الحقيقي، يهزأ الناس بحرية من أحسن الأساقفة؟ " وأكد لليو مباشرة خضوعاً غريباً بقوله: "أيها الاب المبارك أقدم تحت أعتاب قداستك تذللي وخضوعي بكل ما أكونه وما أملك. هيا وسارع، واقتل وادعِ واستدعِ واستحسن واستهجن إذا راق ذلك في نظرك. إني سأقر بأن صوتك هو صوت المسيح، إذ يقيم في جسدك ويتحدث. وإذا كنت أستحق الموت فلن ارفض أن أموت" (٢١).
ومهما يكن من أمر فإن كتابة قرارات Resolutiones كما لاحظ مستشارو ليو أكد أن المجلس المسكوني أعلى رتبة من البابا، وتحدث مستخفاً عن المخلفات المقدسة وعن الحجج وأنكر فضائل القديسين الزائدة ونبذ كل الإضافات التي قام بها البابوات في القرون الثلاثة الأخيرة على نظرية صكوك الغفران وممارستها، ولما كانت هذه مصدراً له أهميته للدخل البابوي ولما كان ليو في حيرة لا يدري كيف يمول مشروعاته الإنسانية ومنازله وحروبه وإدارة وتنفيذ برنامج بناء الكنيسة أيضاً فإن الحبر الأعظم الذي استبد به القلق، والذي لم يعبأ في مبدأ الأمر بالنزاع باعتباره ضجة عابرة بين الرهبان، تصدى للأمر وأخذه وقتذاك على عاتقه واستدعى لوثر إلى روما (٧ يوليو سنة ١٥١٨).
وواجه لوثر قراراً حرجاً فحتى إذا عامله أرق البابوات برفق فإنه قد يجد نفسه ملزماً بإيثار الصمت في أدب واعتقال نفسه في دير روماني وسرعان ما ينساه هؤلاء الذين يهتفون له الآن. وكتب إلى جورج سبالاتان القسيس الخاص بالأمير المختار فردريك يقترح عليه أن يبادر الأمراء الألمان بحماية