للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

١٣٥٣ كاتدرائيتها الكبيرة ذات الممرات الكثيرة وأتمتها عام ١٥١٨، وشيدت لوفان كنيسة سانت بيير الجميلة في تناسبها-وهي ضحية أخرى للحرب العالمية الثانية. وكان الناس والمدن من الغنى بحيث أصبح من المستطاع أن يقدموا القصور ومباني البلديات، والبهاء نفسه الذي كان يشيد به الكنائس لله. واتخذ الأساقفة الذين حكموا لييج، لأنفسهم ورجال إدارتهم، سكناً في أعظم قصر وأجمله في الأرض المنخفضة. وأنشأت جنت دارها النقابية عام ١٣٢٥. وبروكسل قاعدة بلديتها في عام ١٤١٠ - ١٤٥٥ ولوفان من عام ١٤٤٨ - ١٤٦٣، وأضافت بروجي دار بلديتها بين عامي ١٣٧٧، ١٤٢١، وتوجتها ببرج ناقوس عالمي الشهرة (١٣٩٣ - ١٣٩٦) الذي استخدم كمعلم من المعالم للملاحين الضاربين بعيداً في البحر. وبينما عبرت هذه المباني القوطية النبيلة عن كبرياء المدن والتجار، فقد أنفق الدوقات وأفراد الطبقة الأرستقراطية الأموال على تزويد قصورهم وقبورهم بضروب كثيرة ناصعة من النحت والتصوير والزخرفة الخطبة. ولما كان الفنانون الفلمنكيون، قد أخافتهم الحرب من فرنسا، فقد تزاحموا عائدين إلى مدنهم. وحشد فيليب الجسور نجوماً ساطعة من العبقريات، ليزين مقره الصيفي في شارتريز دي شامبمول-وهو دير أريوزي في الحقل الهادي المجاور لريجون.

وأوفد فيليب عام ١٣٨٦ جان دي مارفي، لكي يصمم له ضريحاً في شارتريز,. ولما توفي مارفي (١٣٨٩) أتم عمله كلوز سلوتر الهولندي، ولما توفي سلوتر بدوره (١٤٠٦) واصل العمل تلميذه كلوز، وانتهى الضريح آخر الأمر (١٤١١) فاستقبل رفات الدوق، الذي كان قد مات، قبل ذلك بسبع سنوات. وفي عام ١٧٩٣ أمر مجلس ثوري في ريجون بهدم الضريح العظيم، فنثر حطامه أو أتلف. وفي عام ١٨٢٧، جمع رجال الدين في المقاطعة، بعد أن تنفسوا نسيم الحرية، القطع الباقية منه