فلكه وسرعته حول الشمس. وتعقيباً على هذه الحسابات، خلص نيوتن إلى أن "أجسام المذنبات صلبة، متماسكة، ثابتة، متينة، كأجسام الكواكب" وأنها ليست "أبخرة، أو دخاناً من الأرض، والشمس، والكواكب، وغيرها (٢٥) "(١).
وفي ١٦٩١ حيل بين هالي والكرسي السافيلي للفلك بأكسفورد للظن بأنه مادي النزعة (٢٦). وفي ١٦٩٨، بتكليف من وليم الثالث، أبحر موغلا في الأطلنطي الجنوبي، ودرس اختلافات البوصلة، ورسم خرائط للنجوم كما ترى في القارة القطبية الجنوبية (قال فولتير: إن رحلة ملاحي سفينة جاسون (الأرجونوت، الباحثين عن الفروة الذهبية) إذا قيست بهذه الرحلة لم تكن أكثر من عبور مركب من ضفة نهر إلى أخرى) (٢٧). وفي ١٧١٨ قرر هالي أن عدة نجوم من المفروض أنها "ثابتة" قد غيرت مواقعها منذ أيام اليونان، وأن نجماً منها وهو الشعري اليمانية Sirius، قد تغير منذ أيام براهي، وبعد أن أخذ أخطاء الرصد في حسابه، خلص إلى أن النجوم تغير مواقعها بالنسبة لبعضها البعض في فترات كبرى، وهذه "الحركات الخاصة" تقبل الآن على أنها حقيقية. وفي ١٧٢١ عين خلفاً لفلامستيد في منصب فلكي الملك، ولكن فلامستيد كان قد مات في فقر مدقع، فاستولى دائنوه على أن آلات رصده، وودد هالي أن عمله يعطل نقص الأجهزة وتناقص نشاطه، ومع ذلك بدأ وهو في الرابعة والستين يرصد ويسجل ظواهر القمر خلال دورته الكاملة ذات الثمانية عشر عاماً. ومات في ١٧٤٢ وقد بلغ السادسة والثمانين، بعد أن شرب بحكم قدحاً من النبيذ مخالفاً أوامر طبيبه. فالحياة، كالنبيذ سواء بسواء، يجب ألا يسرف في تعاطيها.
(١) قبيل ذلك كان داريدن في قصته الشعرية "أبشالوم وأخيتوفل" (١٦٨١) قد وصف المذنبات بأنها "تنبعث من الأبخرة الأرضية قبل أن تشع في السماوات".