مكتبة مشهورة بحجمها-٩١٠ مجلدات، ولهمفري، دوق جلوسستر ٦٠٠ مجلد، وربما كانت مكتبة الدير بكنسية السيد المسيح في كنتربري، تضارع في الكبر أي مكتبة خارج حدود الإسلام، وضمت ٣. ٠٠٠ مجلد، عام ١٣٠٠. وكانت خير مكتبة عامة في إنجلترا هي مكتبة ريتشارد دي بوري سانت ادموندز، الذي سجل غرامة بكتبه في رسالة "حب الكتب"(١٣٤٥)، وجعل هذه الكتب تشكو من سوء المعاملة التي لقيتها من "ذلك الحيوان من ذوات الساقين الاثنين المسمى امرأة"، الذي أصر على أن تستبدل بها التيل الرقيق أو الحرير.
وزاد الطلب على الكتب بكثرة المدارس وانتشار القراءة ورأت طبقات رجال الأعمال، القراءة مفيدة في شئون الصناعة والتجارة، وفر نساء الطبقتين الوسطى والعليا، بواسطة القراءة، إلى عالم الخيال، يستعضن به عن دنيا الواقع، وما إن جاء عام ١٣٠٠ حتى كان الوقت الذي لا يستطيع فيه القراءة غير رجال الدين قد ولى أو كاد، وأدى هذا الإقبال المتزايد إلى ظهور جوتنبرج أكثر من أي شيء آخر، حتى عن زيادة مقدار الورق وظهور مداد زيتي. ولقد أحضر المسلمون صناعة الزورق إلى أسبانيا في القرن العاشر، وإلى صقلية في القرن الثاني عشر، وانتقلت إلى إيطاليا في الثالث عشر، وإلى فرنسا في الرابع عشر، وكانت صناعة الورق قد بلغ عمرها قرناً من الزمان عندما جاءت الطباعة. ولما صار ارتداء التيل مألوفاً في أوربا في القرن الرابع عشر، اتخذت صناعة الورق مادتها الرخيصة من خرقه المنبوذة، فهبط سعر الورق وتهاونت سهولة الحصول عليه مع انتشار القراءة، على تقديم مادة الكتب المطبوعة وتسويقها.
أما الطباعة نفسها فكانت كالآثار المطبوعة، أقدم من المسيحية فقد طبع البابليون على الآجر حروفاً أو رموزاً، وطبع الرومان وشعوب كثيرة أخرى على النقود، والخزانون على أوانيهم، والنساجون على الأقمشة، ومجلدو الكتب على أغلفتها، واصطنع كل رجل من الأعيان، في العصور