للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأهداب الدين".

وعلى هذا فقد دعا الشعب الإنجليزي مناشدا لدعم الكنيسة الإنجليزية وكتب (١٨٢١) مقطوعات شعرية دينية بلغت سبعا وأربعين مقطوعة " Ecclesiastical Sonnets" (سونيتات) تناول فيها جانبا من جوانب التاريخ الإنجليزي، نقلنا فيها إلى أبطال إنجليز لم يعد أحد يذكرهم، وأثار في قرائه الدهشة. على وفق ما قاله هنري كراب روبنسون، فإن وردزورث قال "إنه سيبذل دمه عند الضرورة للدفاع عن الكنيسة القائمة" (الإنجليزية) ولم يهتم بالضحكات الصاخبة التي ضحكها الآخرون ذاكرين أنه سبق أن اعترف أنه لا يدري متى كان تابعا لكنيسة في بلاده.

ونحن لا نعرف أنه بحث عن سلواه في أحضان الدين عندما بدأ عالم الحب حوله ينهار. في سنة ١٨٢٩ عانت دوروثي من حصاة في الكلى مما أدى إلى ضعف صحتها وانهيار روحها المعنوية باستمرار. وتعرض جهازها العصبي للتلف، وبعد سنة ١٨٣٥ لم تعد تستطيع تحريك ساقها، ولم تعد تتذكر إلا الأحداث البعيدة التي مضى عليها زمن طويل، وقصائد أخيها التي كانت - لا تزال - تستطيع إنشادها. وظلت قعيدة طوال العشرين سنة التالية بلا معين وأطبق عليها الجنون، وكانت تجلس صامتة على مقعد قرب المدفأة منتظرة الموت صابرة. وفي سنة ١٨٣٥ ماتت ساره هتشنسون، وتُرِك وردزورث مع زوجته ماري للعناية بأخته وأولاده. وفي سنة ١٨٣٧ كان لديه الجلد الكافي للقيام بجولة طوال ستة أشهر في فرنسا وإيطاليا مع روبنسون ذي الشخصية المؤثرة.

وتوفي في ٢٣ أبريل ١٨٥٠ ودفن بين من مات من جيرانه في باحة كنيسة جراسمير. وعاشت دوروثي (أخته) بعد موته خمس سنوات صابرة تعينها ماري التي أصبحت الآن شبه عمياء. وماتت ماري سنة ١٨٥٩ عن عمر يناهز التاسعة والثمانين، وبعد عمر طويل أدت فيه واجباتها بإخلاص. ولا بد أن وردزورث كان يتحلى بصفات أعظم من كونه شاعرا كبيرا لأنه احتفظ بحب امرأتين - من هذا النوع - أخلصتا له دوما. - ومثلهما في ملايين البيوت - لا بد من تذكرهما كلمحة من ملامح صورة إنجلترا.