للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يطلق عليه اسم جون جونت وهو الاسم المشتق من غانت أو غنت التي ولد فيها. وأسلم جون بإهماله حكم البلاد إلى القراصنة السياسيين الذين أثروا على حساب الشعب، ورفع البرلمان عقيرته يطلب الإصلاح، وأخذ الصالحون من الرجال يدعون الله على الأمة سعادتها بالتعجيل بموت الملك، وكان في مقدور ابن آخر من أبنائه يسمى الأمير الأسود-ولعل هذا الاسم مأخوذ من لون درعه-أن يبعث روح القوة والنشاط في الحكومة، ولكنه فارق هذا العالم في عام ١١٧٦ على حين أن حياة الملك قد طالت بعد وفاته.

وأصدر "البرلمان الصالح" في ذلك العام قرارات ببعض الإصلاحات، وزج في السجن باثنين من المجرمين وأمر بطرد أليس بروز من البلاط، وأخذ على الأساقفة عهداً بأن يحرموها من حظيرة الدين إذا عادت إلى البلاط مرة أخرى. ولما انتهت الدورة البرلمانية أغفل إدوارد قراراته، وأعاد جون جونت إلى سابق سلطانه وأليس برز إلى فراش الملك، ولم يجرؤ أحد من الأساقفة على أن يوجه إليها التأنيب أو اللوم. ثم رضي الملك العنيد آخر الأمر أن يموت (١٣٧٧)، وخلفه على العرش ابن للأمير الأسود وتسمى باسم ريشارد الثاني، وكان غلاماً في الحادية عشرة من عمره. وكانت البلاد حين تولى الحكم تضطرب فيها عوامل الفوضى الاقتصادية والسياسية وتختمر فيها أسباب الثورة الدينية.