للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

على فراش الموت ألا أن يوفي بما قطعه على نفسه من عهود خاصة بالصدقات وألا تختار لنفسك، حين يريد الله أن تفارق هذا العالم قبراً غير أن ترقد إلى جواري. ووعدها بذلك "والدمع يترقرق في عينيه" ثم عاد إلى أليس وأعطاها جواهر الملكية.

وخاض غمار حروبه بجد وشجاعة ومهارة، وكانت الحروب تعد وقتئذ أسمى أعمال الملوك وأنبلها، وكان من يتقاعدون عن الحروب من الملوك يحتقرون، وقد خلع من ملوك إنجلترا ثلاثة يتصفون بهذه الصفة، وكان الموت الطبيعي عاراً لا يستطيع معه إنسان ما أن يبقى حياً، إذا جاز لنا أن نتجاوز بعض الشيء عما في هذا القول من مفارقة تاريخية، وكان كل فرد من أبناء الأسرة الأوربية الشريفة يدرب على الحرب، ولم يكن يستطيع أن ينال السلطان أو الأملاك إلا بالشجاعة في الحروب والحذق في استعمال السلاح. وكان الأهلون يقاسون الأهوال من جراء الحروب، ولكنهم قلما كانوا هم أنفسهم يخوضون غمارها حتى اعتلى هذا الملك العرش، ونسي أبناؤهم ذكرى آلامها، وأخذوا يستمعون إلى قصص الفروسية القديمة التي تروي أمجاد الفرسان، ويتوجون بأحسن الأكاليل رؤوس ملوكهم الذين يريقون من دماء الأجانب أكثر قدر مستطاع.

ولما عرض إدوارد أن يفتح فرنسا لم يكد يجرؤ أحد من مستشاريه على أن يشير عليه بالتراخي والصلح، ولم ترتفع صيحة السلام من ضمائر الأمة إلا بعد أن استمرت الحرب جيلاً من الزمان، وأثقلت كاهل الأهلين حتى الأغنياء منهم بالضرائب الفادحة. وكاد استياء الشعب يبلغ حد الثورة حين تبدلت حملات إدوارد من نصر إلى هزيمة وهددت الاقتصاد القومي بالخراب. وكان إدوارد هذا قد ظل حتى عام ١٣٧٠ يفيد في الحرب والسياسة من حكمة السير جون تشاندوس وولائه وإخلاصه في خدمته. فلما توفي هذا البطل حل محله في مجلس الملك دوق لا نكستر ابن الملك وهو الذي كان