شؤون الحكم بنفسه وبدأ عهداً من أكثر العهود حادثات في تاريخ إنجلترا. وقد كتب مؤرخ معاصر له يقول "كان وسيم الخلق، وكان وجهه كأنه وجه إله (٣)، وقد ظل حتى أضعفه الإسراف في المسائل الجنسية ملكاً في سمته وفي كل جارحة من جوارحه وكاد يهمل شؤون السياسة المحلية لأنه كان محارباً لا حاكماً، وقد أسلم السلطات إلى البرلمان وهو راضٍ مغتبط مادام البرلمان يمده بما تحتاجه حروبه من المال. وقد ظل طوال حكمه الطويل يستنزف دماء فرنسا فيما كان يبذله من محاولات لضمها إلى تاجه. لكنه كان مع ذلك رجلاً ذا مروءة، كثيراً ما كان شهماً مقداماً، وقد عامل الملك جون الفرنسي حين أسه معاملة يشرف بها بلاط الملك ارثر لو أنها كانت في أيامه. ولما ثم بناء البرج المستدير في وندسور بعد أن سخر في بنائه ٧٢٢ رجلاً عقد فيه اجتماعاً حول مائدة مستديرة مع المقربين إليه من الفرسان وأقام حفل مثاقفة رأسه بنفسه. ويرى فرواسار قصة لا نستطيع تحقيقها يقول فيها أن إدوارد حاول أن يغوي كونتيسة سلزبوري الحسناء، فلما صدته في أدب ومجاملة أقام حفل ألعاب فروسية لكي يستمتع خلالها بمشاهدة جمالها (٤)، وتروي قصة أخرى طريفة أن الكونتيسة ألقت على الأرض بربطة ساق حين كانت ترقص أثناء حفل البلاط، فاختطفها الملك من فوق الأرض وقال "فليجلل العار من تخامره فيه فكرة سوء".
وأصبحت هذه العبارة من ذلك الوقت شعار نوط ربطة الساق الذي أنشأه إدوارد في عام ١٣٤٩.
وأثبتت البس برز أنها أيسر منالاً من الكونتيسة ذلك أنها وإن كانت متزوجة قد استسلمت للملك النهم، ونالت في نظير ذلك الاستسلام هبات واسعة من الأرض، وكان لها عليه من النفوذ العظيم ما جعل البرلمان يسجل احتجاجه على هذا النفوذ. وصبرت الملكة فيلبا (كما يقول فروسار تابعها المغرم بها) على هذا كله صبر الكرام؛ وسامحته، ولم تطلب إليه وهي