الفادحة؛ وكان يسير بينهم من غير سلاح أو حرس، لثقته بولائهم القائم على الحب والإخلاص. وكان في كل يوم يجلس في حديقة مفتوحة من كل جانب يستمع فيها إلى كل من يريد التحدث إليه في أمر ما؛ وفي آخر النهار يصدر أحكامه باللغة اللاتينية. وكان يهب المال للمعدمين، ويدفع المهور للبنات اليتامى، ويملأ أهراءه بالحب في وقت الرخاء، ويبيعه بأرخص الأثمان في وقت الشدة، وينزل عن ديون الفقراء من المشترين. وكان إلى ذلك زوجاً صالحاً، وأباً طيباً، وصديقاً كريماً.
وشاد لنفسه في عام ١٤٦٨ قصراً ولأعضاء حكومته الخمسمائة قصراً آخر لم يكن معقلاً للدفاع بقدر ما كان مركزاً لشؤون الإدارة ومعقلاً للآداب والفنون. وأجاد لوتشيانو لورانا Luciano Laurana تخطيطه إجادة حملت لورندسو ده ميديتشى على أن يرسل باتشيو بنتيلى ليرسم له صوراً منه. وكان يتكون من واجهة من أربع طبقات، تعلوها أربع قباب في وسط برج ذي مزاغل على كلا الجانبين، ومن إيوان داخلي ذى بواك رشيقة. ومعظم حجراته الآن عارية، ولكن نقوشها المحفورة التي لا يمكن إزالتها، وموقدة الفحم، يكشفان ذوق ذلك العصر وترفه. وكان هذا هو وسط القصر الذي أخذ عنه كستجليونى نموذج صورة رجل البلاط وكانت الحجرات التي يسر منها فيدريجو أعظم السرور هي التي جميع فيها مكتبته، وكان يتحدث فيها مع الفنانين، والعلماء، والشعراء الذين يستمتعون بصداقته ورفده. وكان هو نفسه أكثر رجال الدولة ثقافة وتهذيباً، وكان يؤثر أرسطو على أفلاطون، ويتقن معرفة كتب الأخلاق، والسياسة، والطبيعة كل الإتقان، وكان يفضل التاريخ عن الفلسفة، وسبب ذلك بلا شك أنه يستطيع أن يعرف عن الحياة بدراسة ما سجل عن السلوك البشرى أكثر مما يعرف عنها بتتبع مشاكل النظريات