البشرية المعقدة. وكان يحب الآداب القديمة دون أن يؤدي به هذا الحب إلى التخلي عن المسيحية؛ فقد كان يقرأ كتب آباء الكنيسة، وكتب الفلاسفة المدرسين، ويستمع إلى القداس في كل يوم. وكان في السلم والحرب على السواء نقيض سجسمند ومالاتيستا. وكان في مكتبته الشيء المثير من مؤلفات آباء الكنيسة وأدب العصور الوسطى كما كان فيها الشيء الكثير من كتب الأدب القديم. وقد استخدم ثلاثين من النساخين أربعة عشر عاماً لينسخوا له المخطوطات اليونانية واللاتينية حتى أضحت مكتبته أكمل المكتبات في إيطاليا خارج الفاتيكان. واتفق مع أمين مكتبته فسبازيانو دا بستشي Vispasiano da Bisticci على ألا يسمح بضم كتاب مطبوع إلى مجموعة كتبه، لأنه كان يعتقد أن الكتاب تحفة فنية، في تجليده، وخطه، وزخرفه، كما أنه وسيلة لنقل الأفكار. ولهذا لم يكد يوجد كتاب في قصره غير مكتوب بعناية فائقة على الرق وغير موضح بالرسوم الزخرفية، وغير مجلد بالجلد القرمزي ذي مشابك من الفضة.
وكانت زخرفة الكتب بالصور من الفنون المحبوبة في أربينو. وأكثر ما تعتز به مكتبة الفاتيكان التي ابتاعت مجموعة فيدريجو وتقدره أعظم التقدير من هذه الكتب نسختان من "كتاب أربينو المقدس"، كان الدوق قد كلف فسبازيانو وغيره من المصورين بزخرفتهما، وتجليدهما، حتى يبلغ "هذا الكتاب وهو أجل الكتب جميعاً من الجمال والقيمة أقصى ما يستطاع"(١٧). وأراد فيدريجو أن يزين جدران قصره فاستقدم نساجين للسجاد كما استقدم من المصورين جستوس فان غنت Justus van Ghent من فلاندرز، وبدرو برجويتي Pedro Berruguete من أسبانيا، وباولو أتشيلو Paolo Uccello من فلورنس، وبيرو دلا فرانتشيسكا من برجو سان سبيلكو Borgo San Sepolcro، وميلتسو دا فورلي