للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

Melozzo da Forli. وهنا رسم ميلتسو صورتين من أجمل صوره (إحداهما الآن في لندن والأخرى في برلين) تمثلان غرس "العلوم" (أي الأدب والفلسفة) في بلاط أربينو ومعهما صورة فخمة لفيدريجو نفسه. ومن أولئك المصورين، ومن فرانتشيا وبيروجينو، وجد هذا الحافز الذي أوجد مدرسة أربينو الخاصة والتي كان يتزعمها والد رفائيل. ولما أن استولى سيزاري بورجيا على كنوز القصر في عام ١٥٠٢ قدرت قيمتها بمائة وخمسين ألف دوقة (١. ٨٧٥. ٠٠٠ دولار) (١٨).

وكان لفيدريجو كثيرون من الأصدقاء أما أعداؤه فكانوا قليلين، وقد منحه البابا سكستس الرابع لقب دوق (١٤٧٤)، كما منحه هنري السابع ملك إنجلترا وسام فارس من مرتبة ربطة الساق؛ ولما مات (١٤٨٢) خلف وراءه إمارة مزدهرة، وتقاليد من العدالة والسلام ملهمة لمن خلفه. وبذل ولده جيدوبلدو Guidobaldo كل ما في وسعه لترسم خطاه ولكن المرض حال بينه وبين مشروعاته الحربية، وتركه عليلاً معظم أيام حياته. وتزوج في عام ١٤٨٨ إلزبتا جندساجا أخت زوج إزبلا مركيزة مانتوا. وكانت إلزبتا تشكو المرض في أكثر أيامها، أثر فيها ضعف جسمها فجعلها كثيرة الحياء والرقة. ولعلها قد خفف عنها سوء حالها أن عرفت أن زوجها عنين (١٩)، فقنعت، على حد قولها، أن تعيش معه كأنها أخت له (٢٠)، وعلى هذا الأساس تجنبا ما ينشأ عادة من النزاع بين الزوج وزوجته. غير أنها أضحت أماً له لا أختاً، تبذل له كثيراً من الحنان والعناية، ولم تفارقه قط في خلال ما أصابه من المحن المفجعة. ومما يزيد من قيمة الرسائل التي كتبتها لإزبلا أنها تكشف فيها عن رقة في الشعور، وقوة في صلات الأرحام لا نجدهما أحياناً عندما نقدر القيم الأخلاقية لعصر النهضة، انظر مثلاً إلى هذه الفقرة المؤثرة التي جاءت في رسالة بعثت بها إلزبتا إلى إزبلا المرحة النشيطة بعد أن قضت هذه أسبوعين في زيارة لأربينو عام ١٤٩٤.