إن القاضي بنت دن دربي هو أول من أطلق علينا هذا الاسم، لأننا كنا نأمرهم بالاهتزاز عند ذكر كلمة الله. وهذا كان في ١٦٥٠ (٥١) أما الاسم الذي أطلقوه هم أنفسهم على طائفتهم فكان "أنصار الحق". وبعد ذلك أكثر تواضعا، فقالوا "مجتمع الأصحاب".
وواضح أنهم كانوا في بداية الأمر بيوريتانيين، مع اقتناع شديد بصفة خاصة بأن ترددهم بين الفضيلة والخطيئة لم يكن إلا صراعا، في عقولهم وأجسامهم، بين قوتين روحيتين، قوة الخير وقوة الشر، تحاول كل منهما أن تسيطر عليهم هنا، وإلى مالا نهاية. إنهم تقبلوا المبادئ الأساسية عند البيوريتانيين: نزول الأسفار المقدسة عن طريق الوحي الالهي، خطيئة آدم وحواء، كون الإنسان خطاء بطبيعته، موت المسيح بن الله لتخليص البشر، إمكان نزول الروح القدس من السماء لتنوير نفس الإنسان وتشريفها. أن إدراك هذا "النور الباطن"، والإحساس به والترحيب بإرشاده وتوجهيه، كان جوهر الدين عند الكويكرز. وإذا نهج الإنسان سنن ذاك "النور" لم تعد به حاجة إلى واعظ أو كنيسة. فان إذا "النور" أسمى من العقل البشري، بل من الكتاب المقدس نفسه، لأنه صوت مباشر من عند الله إلى النفس.
لم يتلق جورج فوكس من التعليم إلا أيسره ولكن "مذكراته" التي دبجها من الآثار الأدبية في الانجليزية، التي تكشف عن القوة الأدبية في الكلام غير الأدبي، إذا كان بسيطا جادا مخلصا وكان جورج ابن أحد النساجين، والتحق للعمل بمصنع أحذية، ثم ترك سيده وأقرباؤه، "بأمر من الله" وبدأ في سن الثالثة والعشرين (١٦٤٧)، الوعظ المتجول الذي لم يتوقف إلا بوفاته (١٦٩١). وفي سنيه الأولى حيرته وأقضت مضجعه المغربات فراح يلتمس النصح والمشورة لدى رجال الدين، فأشار عليه أحدهم بالدواء وفصد الدم، وأوصاه آخر بالتدخين وتلاوة الترانيم