للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

الدينية (٥٢). وفقد جورج ثقته بالقساوسة، ولكنه وجد السلوى والعزاء حيثما فتح الكتاب المقدس.

غالبا ما حملت الكتاب المقدس وقصدت لآخذ مكاني في إحدى الأشجار المجوفة في مكان منعزل حتى يرخى الليل سدوله، وكثيراً ما سرت في الليل محزونا وحدي، لأني كنت رجلا مثقلاً بالأحزان في أيام أعمال الله الأولى في نفسي .. ثم وجهني الله إلى الطريق، ويسر لي إدراك حبه، وهو حب خالد لا نهاية له، يفوق كل معرفة تتيسر للناس في حالتهم الطبيعية أو يمكنهم الحصول عليها من صفحات من التاريخ أو من بطون الكتب (٥٣).

وسرعان ما أحس بأن الحب الإلهي قد اختاره ليبشر الجميع بالنور الباطن ويعظهم. وفي اجتماع الأنصار العماد في لبسترشير "حل الله عقدة لساني فأعلنت لهم جميعا الحقيقة الخالدة، وظللتهم جميعا قوة الله (٥٤) "وذاع عنه أنه يتمتع "بروح بصيرة"، ومن ثم جاء الناس أفواجا ليستمعوا إليه. "حلت قوة الله وكان لها إيحاءات وإلهامات وتنبؤات عظيمة (٥٥) ". بينما كنت أسير في الحقول قال لي الله: اسمك مكتوب في سجل الحياة لدى المسيح، الذي وجد قبل خلق العالم (٥٦). أي أن جورج قر الآن عينا بما وقر في نفسه من أنه بين القلة التي اختارها الله قبل الخليقة، لتتلقى نعمته ورحمته وبركته الأبدية. وأحس آنذاك أنه مساو لأي إنسان. ومنعه زهوه بهذا الاصطفاء الإلهي من "أن أخلع قبعتي لأي من كان: حقيراً أو أميراً، وأنتم في حاجة إلى، أيها الرجال والنساء، دون اعتبار لغني أو فقير، وعظيم أو حقير (٥٧) ".

وإذا اقتنع بأن الدين الحق لا يوجد في الكنائس بل في القلب المستنيرة، فإنه دلف إلى كنيسة في نوتنجهام وقاطع الموعظة صائحا بأن الاختبار الحق ليس في الأشعار المقدسة بل في "النور الباطن". وقبض عليه في