مراسيمه الملكية، ولكن دمره ما فرض عليه من القيام بأدوار لا تناسبه. وحين التقت به كاترين الثانية وهو في الحادية عشرة وصفته بأنه "وسيم الطلعة حسن السلوك مجامل" وقالت "أنها لم تشعر بأي نفور من فكرة الزواج به". (٣٧)
وفي ١٧٤٣ أمرت اليزابث بأن يؤتى به إلى روسيا، وخلعت عليه لقب الغراندوق، ويبدو أنها أدخلته في المذهب الأرثوذكسي، وحاولت تدريبه على شئون الحكم. ولكنها "وقفت مشدوهة" لفقر تعليمه واهتزاز شخصيته وفي سانت بطرسبرج أضاف السكر عيباً إلى عيوبه الأخرى، وراود الأمل اليزابث بأن هذا الفتى الغريب قد يتاح له، إذا زوج بامرأة صحيحة البدن ذكية الفؤاد، أن ينجب قبل وفاة اليزابث قيصراً كفوءاً لروسيا في مستقبل أيامه. وبهذه الروح المجردة من التعصب العرقي، والتي اتسمت بها الأستقراطيات الأوروبية حتى أثناء قيام الدول القومية، اتجهت اليزابث ببصرها خارج روسيا، فوقع اختيارها على أميرة مغمورة من إحدى الإمارات الألمانية الصغرى. وكان فريدريك الثاني الماكر قد أوصى بهذا الاختيار أملاً في أن يظفر بقيصرة ألمانية صديقة في روسيا التي أصبحت الآن مبعث خوف لألمانيا.
وعند هذه النقطة تواجهنا مذكرات كاترين الكبرى، وهي مذكرات لا يتطرق الشك إلى صحة نسبتها إليها، لم تطبع حتى عام ١٨٥٩، ولكن المخطوطة الفرنسية التي كتبتها كاترين بخط يدها محفوظة بدار المحفوظات القومية في موسكو فهل هي جديرة بالثقة؟ إن القصة التي ترويها هذه المذكرات تؤيدها على العموم مصادر أخرى. (٣٨) وعيبها ليس الكذب بل التحيز فهي قصة أجادت روايتها بذكاء وحيوية، ولكنها في بعضها دفاع عن خلعها زوجها، وعن احتمالها نبأ قتله بمثل ما احتملته به من رباطة جأش.
وقد ولدت في شتتن بيومرانيا في ٢١ أبريل ١٧٢٩ وسميت عند تعميدها صوفيا أوجستا فردريكا بأسماء ثلاث عمات لها. أما أمها فكانت يوهانا اليزابث أميرة هولشتين-جوتورب، ومن طريقها كانت كاترين ابنة