للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

خالة بطرس. أما أبوها فكان كرستيان أوجست، أمير انهالت-تسربست في وسط ألمانيا، واللواء في جيش فريدريك. وقد خاب أمل أبويها لولادة بنت لا ولد، وحزنت الأم كأنها أسقطت جنيناً. أما كاترين فقد كفرت عن أنوثتها باتخاذها فحولة القادة العسكريين وحنكة الأباطرة المحاكمين، بينما ظلت طوال ذلك أكثر العشيقات في أوربا طلاباً وأقربهن منالاً.

كانت تشكو ألواناً من أمراض الطفولة، ومنها مرض اشتد عليها حتى خلفها تبدو للناظرين كأنها ستظل مشوهة ما بقي لها من العمر "في عمودها الفقري تعرج" و "كتفها اليمنى أعلى كثيراً من اليسرى"، وأصبحت الآن "تتخذ شكل حرف Z" فحبسها جلاد المدينة السابق" الذي تخصص في علاج انخلاع المفاصل، في مشد (كورسيه) "لم أكن أخلعه قط نهاراً ولا ليلاً إلا حين أغير ملابسي الداخلية، وبعد ثمانية عشر شهراً بدأت أبدي علامات على استقامة عودي". (٣٩) ولكثرة ما تردد في سمعها أنها دميمة، صممت على أن تنمي ذكاءها بديلاً عن الجمال، فكانت مثالاً آخر من أمثلة النقص الذي يشعر به صاحبه فيحفزه إلى قدرات تعويضية. واختفت دمامتها حين لف البلوغ أعضاءها فاستدارت. وكانت رغم هذا الخطوب ذات "طبع رضي" وفيها من الفرح الفطري "ما استلزم ضبطه". (٤٠)

تلقت تعليمها على مهذبين نخص منهم بالذكر قسيساً لوثرياً كان يلقى عنتاً من أسئلتها. مرة سألته "أليس من الظلم أن يحكم على تيطس، وماركوس أوريليوس، وجميع عظماء العالم القديم بالهلاك الأبدي رغم فضلهم، لأنهم لم يعرفوا شيئاً عن رؤيا يوحنا اللاهوتي؟ " وكانت تحسن الجدل إلى حد حمل معلمها على أن يعتزم جلدها لولا تدخل إحدى المربيات. وقد أرادت بصفة خاصة أن تعرف شكل تلك الهيولي التي سبقت الخليقة كما ورد في سفر التكوين. "ولكن إجاباته لم تبد قط مقنعة" و "فقد كلانا أعصابه"، وزاد انزعاجه بإصرارها على أن يفسر لها "بالضبط معنى الختان" (٤١) وكان معلموها الآخرون ومربيها فرنسيين، لذلك أتقنت