ففر هو وأسرته وإخوانه من المدينة، ونهب العامة قصر آل ميديتشي وحدائقهم، وبيوت عمال بيرو على أمواله؛ ونهبت المجموعات الفنية التي قضي آل ميديتشي في جمعها أربعة أجيال، وبعثرت، وباعت الحكومة ما بقي منها في مزاد علني. وعرض مجلس حكام فلورنس مكافأة قدرها خمسة آلاف فلورين لمن يأتيهم ببيرو والكردنال جيوفني ده ميديتشي على قيد الحياة، وألفين لمن يأتي بهما ميتين. وارسلت خمسة رجال، من بينهم سفنرولا، إلى شارل في بيزا يطلبون إليه شروطاً للصلح أخف وطأة من الشروط السالفة الذكر، وقابلهم شارل بمجاملة سلبية، فلما غادر الوفد بيزا نزع أهلها شارات الأسد والسوسن وهي شعار بيزا عن منازلهم ونادوا باستقلالهم. ودخل شارل فلورنس، ورضي بأن يدخل تعديلا طفيفاً على مطالبه؛ ودفعه حرصه على الوصول إلى نابلي إلى أن يتجه بجيشه نحو الجنوب، وشرعت فلورنس وقتئذ تقوم بتجربة في الديمقراطية تعد من أروع التجارب في التاريخ.