الثامن سيموتان في عام ١٤٩٢؛ ومات كلاهما في ذلك العام بالفعل. ثم تنبأ في هذا الوقت الذي تتحدث عنه أن الله سيرسل على إيطاليا كارثة مدلهمة ينتقم بها لذنوبها وآثام طغاتها ورجال الدين فيها، فإذا انقضت هذه الكارثة فإن المسيح سوف يقود الأمة في سبيل الإصلاح المجيد، وأنه هو نفسه، سفنرولا، سيموت موتاً عنيفاً. ثم تنبأ في بداية عام ١٤٩٤ أن شارل الثامن سيغزو إيطاليا، ورحب هو بهذا الغزو ووصفه بأنه يد الله المطهِّرة. ويقول أحد معاصريه إن ما كان يلقيه وقتئذ من عظات كانت "مليئة بالإرهاب، والفزع، والصراخ والعويل، إلى حد جعل كل من سمعها يطوف بالمدينة ذاهلا، صامتا شبيها بالأموات"(١١).
وتحققت نبوءة سفنرولا، فعبر شارل الثامن جبال الأبنين في عام ١٤٩٤ وانقض على إيطاليا يعتزم ضم مملكة نابلي إلى التاج الفرنسي، ودخل أملاك فلورنس في شهر أكتوبر من ذلك العام وحاصر حصن ساردسانا Sarzana، وظن بيرو أنه يستطيع إنقاذ فلورنس من فرنسا؛ كما أنقذها والده من نابلي، بالذهاب إلى عدوه. فقابل شارل في ساردسانا وأجابه إلى كل ما طلب: فسلمت إلى الفرنسيين بيزا وليغورن Leghorn، وجميع ما لفلورنس من حصون في الغرب على أن تبقى في أيديهم طوال أيام الحرب، ورضي أن تقدم فلورنس مائتي ألف فلورين (٥. ٠٠٠. ٠٠٠ دولار أمريكي) تساعد بها على تمويل حملة شارل (١٢): فلما وصل نبأ هذا التسليم إلى فلورنس ارتاعت له حكومة المدينة ومجلسها، ولم يكونوا قد استشيروا من قبل في أمر هذه المفاوضات بعكس ما حدث من قبل في أيام لورندسو.
وقرر مجلس حكام فلورنس بزعامة المعارضين لبيرو من آل ميديتشي أن يخلعوه ويعيدوا الجمهورية القديمة؛ فلما عاد بيرو من ساردسانا وجد أبواب قصر فيتشيو مغلقة في وجهه، وأخذ الناس يهزءون به وهو راكب في طريقه إلى منزله، والصبية يقذفونه بالحجارة. وخشي بيرو الاعتداء على حياته