من رجال تولوا هم أو اسلافهم من الأجيال الثلاثة السابقة مناصب كبيرة في الدولة، على أن يختار هؤلاء الأعضاء الأولون ثمانية وعشرين عضواً آخر ينضمون إليهم في كل عام. أما الهيئة التنفيذية للحكومة فتبقى في جوهرها كما كانت في أيام ميديتشي: مجلس للسيادة مكون من ثمانية رؤساء وحامل للشعار، يختارهم الأعلى لمدة شهرين، ومن عدة لجان -لجنة الأثني عشر، والعشرة والثمانية-مهمتها تصريف الشئون الإدارية، وشئون الضرائب والحرب. وأجل إنشاء الديمقراطية الكاملة بحجة أنها نظام غير عملي في مجتمع لا تزال كثرته من الأميين، يندفعون وراء العواطف والانفعالات؛ ولكن المجلس الأعلى الذي يكاد أعضاؤه يبلغون ثلاثة آلاف عضو كان يعتبر هيئة نيابية. وإذا لم يكن في قصر فيتشيو حجرة تتسع لهذه الجمعية الضخمة، فقد كلف سيمون بلا يولو-ال كروناكا Simone Palaiuolo Ii Cronaca- بأن يعيد تخطيط جزء من داخل القصر ليجعل بهو قاعة الخمسمائة Sala dei cinquecento يتسع لعقد جلسات المجلس مجزءاً. وقد كلف ليوناردو دافنتشي وميكل أنجيلو بعد ثمان سنين من ذلك الوقت أن ينقشا الجدران المتقابلة متنافسين تنافسا ذائع الصيت في التاريخ. ورحبت الجماهير بهذا الدستور المقترح ترحيباً كان الفضل فيه لنفوذ سفنرولا، وشرعت الجمهورية الجديدة تباشر أعمالها في اليوم العاشر من شهر يونية سنة ١٤٩٥.
وبدأت أعمالها بداية طيبة، فأصدرت عفواً عاماً من جميع المؤيدين لحكم آل ميديتشي الزائل، ودلت على كرمها المنبعث عن احترامها لنفسها بأن ألغت جميع الضرائب عدا ضريبة قدرها عشرة في المائة من دخل الأملاك العقارية، وبذلك أعفى التجار الذين كانوا يسيطرون على الأعمال التجارية من الضرائب، والقوا العبء كله على الأرستقراطية المالكة للأرض، وعلى الفقراء المنتفعين بها. ثم أنشأت الحكومة بإيعاز سفنرولا