للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مكتبا للقروض monte dè pieta يقرض المال بفائدة قدرها خمسة في المائة؛ وبذلك أنجت الفقراء من الاعتماد على المرابين الذين كانوا يتقاضون فوائد تبلغ أحياناً ثلاثين في المائة. ثم حاول المجلس بتحريض الراهب أيضاَ ان يصلح الأخلاق والقوانين: فحرم سباق الخيل، والأغاني البذيئة في الحفلات التنكرية، وانتهاك الحرمات، والميسر، وشجع الخدم على أن يبلغوا عن أسيادهم إذا قامر؛ وكان من يحكم عليهم من المذنبين يعذبون؛ كما كان المجدفون يعاقبون بخرق ألسنتهم، ومن يرتكبون اللواط يلقون من العقوبات الشديدة ما يزري بهم. ونظم سفنرولا الغلمان من جماعته في شرطة أخلاقية مهمتها المساعدة على تنفيذ هذه الإصلاحيات. وتعهد هؤلاء الغلمان بأن يداوموا على الذهاب إلى الكنيسة بانتظام، ويتجنبوا مشاهدة السباق، والاستعراضات، والألعاب البهلوانية، وصحبة الأرذال الفاسدين، والإطلاع على الأدب البذيء، ومشاهدة الرقص، ومدارس الموسيقى، كما تعهدوا بتقصير شعر الرأس. وكانت «عصب الأمل» هذه تجوب الشوارع تطلب الصدقات للكنيسة؛ وتشتت الجماعات التي تحتشد للعب الميسر، وتنتزع أجسام النساء ما ترى أنه غير لائق من الثياب.

وارتضت المدينة هذه الإصلاحيات إلى حين، وأيدتها بعض النساء تأييداً حماسياً، وسلكن مسلكاً مرضياً، ولبسن ثياباً بسيطة، وخلعن الحلي، وبدأت الثورة الأخلاقية فلورنسة آل ميديتشي المرحة تبديلا، وأخذ الأهلون يتغنون في الشوارع بالترانيم الدينية بدل الأغاني الخمرية، وغصت الكنائس بالمصلين، وأخرج الناس الصدقات بمقادير لم يعهد مثلها من قبل، ورد بعض رجال المصارف والتجار مكاسبهم غير المشروعة (١٣). ودعا سفنرولا جميع سكان المدينة، فقرائهم وأغنيائهم على السواء، أن يتجنبوا البطالة، والترف، وأن يجدوا في أعمالهم، وأن يجعلوا حياتهم قدوة حسنة لغيرهم، وقال في ذلك: «يجب أن نبدأ إصلاحاتكم بشئون