أجوستينودي ماسيدو، الراهب الأوغسطيني الذي جرد لفسقه، فقد اتخذ في جرأة، لقصيدته "أو أورينتي" الموضوع الذي اتخذه من قبل كاموئيس-وهو رحلة فاسكو داجاما إلى هند. وكان يرى قصيدته أعظم من اللويزياده "والإلياذة" ولكنهم يؤكدون أنها عمل كئيب. وأطرف منه هجاء كتبه في ستة أقسام "أوس بوروس" شهر فيه ماسيدو صراحة برجال ونساء من جميع المراتب، الأحياء منهم والأموات. وكان ألد خصومه مانويل ماريا باربوزا دي بوساجي، الذي سجنته محكمة التفتيش (١٧٩٧) بتهمة إذاعة الأفكار الفولتيرية في شعره وتمثيلياته. وقد رده إعدام ماري أنطوانيت إلى المحافظة في الدين والسياسة، فاستعاد تدينه أيام الشباب، ورأى في البعوضة دليلاً على وجود الله (٣٢).
أما الحديث العظيم في تاريخ الفن في حكم بومبال فهو التمثال الذي صنع ليوسف الأول، والذي مازال قائماً في ميدان الحصان الأسود بلشبونة. وقد صممه يواكيم مكادو دي كاسترو، وصبه بالبرونز ترتولوميو داكوستا وهو يمثل الملك راكباً جواداً مطهماً، ظافراً فوق أفاعي ترمز إلى القوى الشريرة التي غلبها في حكمه. وجعل بومبال من إزاحة الستار عن هذا الأثر (٦ يونيو ١٧٧٥) احتفالاً بوزارته المنتصرة. فاصطف جنود الجيش في الميدان، واجتمع رجال السلك السياسي، والقضاء، ومجلس الشيوخ وغيرهم من كبار القوم مرتدين الملابس الرسمية، ثم أقبلت الحاشية، ثم الملك والملكة، وأخيراً تقدم بومبال وأزاح الستار عن التمثال والقاعدة الضخمة التي صورت ميدالية عليها الوزير لابساً صليب المسيح. وفهم الكل إلا الملك أن الموضوع الحقيقي الاحتفال هو بومبال.
وبعد أيام من إزاحة الستار أرسل إلى يوسف الأول وصفاً وردي اللون للتقدم الذي حققه بومبال منذ ١٧٥٩: نشر التعليم والإلمام بالقراءة والكتابة، ونمو الصناعة والتجارة، وتطور الأدب والفن، وارتفاع مستوى المعيشة بصفة عامة، على أن توخي الصدق لا بد أن تختزل الكثير من وصفه هذا، فالصناعة والتجارة كانتا تنموان، ولكن في بطء شديد،