البرلمان الإنجليزي بمندوبيه إلى الاسكتلنديين في نيو كاسل يعرض عليهم ارتضاء شارل ملكاً، شريطة أن يقبل الميثاق، ويوافق على إقصاء زعماء الملكيين، ويسمح بسيطرة البرلمان على كل القوات المسلحة، وتعيين كبار موظفي الدولة، ولكن الملك رفض. وعرض البرلمان على الاسكتلنديين مبلغ ٤٠٠ ألف جنيه لتسديد متأخراتهم ونفقاتهم، إذا عادوا إلى إسكتلندة وسلموا الملك إلى المندوبين الإنجليز. ووافق برلمان إسكتلندة، وقبل المال، لا على أنه ثمن الملك، بل على أنه تعويض عن نفقات الحرب. وأحس شارل، على أية حال، بأنهم قايضوا عليه بالذهب. ونقل إلى هولمبي هاوس في نورثمبتو نشير (يناير ١٦٤٧) على أنه سجين البرلمان البريطاني.
واستعرض الجيش الإنجليزي المعسكر آنذاك في سافرون والدن، على بعد أربعين ميلاً من لندن، استعرض انتصاراته، وطالب بمكافآت متساوية. إن الاحتفاظ بجيش يبلغ ثلاثة وثلاثين ألف رجل، اضطر البرلمان إلى رفع الضرائب إلى ضعف أعلى معدل لها أيام شارل، ومع هذا تأخر للجند رواتب ما بين أربعة إلى عشرة شهور. وفوق ذلك فإن البيوريتانيين الذين انهزموا في البرلمان، كانت لهم اليد الطولى في الجيش، وحامت الشبهات حول زعيمهم كرومويل في أن له أطماعاً لا تتفق مع سيادة البرلمان. وأسوأ من هذا كله، أنه كان في فرقته "أنصار المساواة Levelers" الذين يرفضون أي تمييز بين المرتب في الدولة وفي الكنيسة، والذين نادوا بحق الاقتراع للبالغين وبالحرية الدينية. وكان نفر قليل منهم شيوعيين وفوضويين. وأعلن وليم والوين أن كل شيء يجب أن يكون مشاعاً مشتركاً، ومن ثم لن تعود هناك حاجة لقيام حكومة، لأنه لن يكون هناك حينذاك لصوص ولا مجرمون (٩٢) " وكان جون للبورن Lilburne أعظم دعاة أنصار المساواة يزداد، بعد كل اعتقال وعقاب، شعبية في لندن (١٦٤٦)(٩٣). وهوجم كرومويل على أنه من "أنصار المساواة" ولكنه برغم تعاطفه معهم، كان يعارض آرائهم، إحساساً منه بأن إنجلترا آنذاك لا بد أن تؤدي فيها الديموقراطية إلى الفوضى.