للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(الكلمة تعني العنكبوت أو المقلاة) وبعد أن ظلت مبحرة طوال أسبوع وصلت إلى باتراس Patras. فنزلا إلى الشاطئ فورا لمجرد وضع أقدامهما على تربة اليونان، لكن في الليلة نفسها عاودا ركوب السفينة (سبيدر) وأبحرت السفينة متجاوزة ميسولونجي Missolonghi وبينيلوب الملحقة بإيثاكا Penelope's Ithaca نزلا إلى الشاطئ في بريفيرا Preveza بالقرب من أكتيوم Actium التي شهدت معركة تحدد فيها مصير أنطونيو وكليوباترا. ومن هنا اتجها شمالا على ظهور الخيل خلال إبيروس Epirus ودخل ألبانيا التي كان التركي المرعب علي باشا يحكم من عاصمتها - بالسيف والأوامر - كل ألبانيا وإبيروس، وقد رحب ببايرون ترحيبا يليق بلورد بريطاني لأنه (كما قال للشاعر) عرف أنه ذو أصل نبيل لصغر يديه وأذنيه.

وفي ٢٣ أكتوبر عاد بايرون ورفاقه. وفي ٢٧ من الشهر نفسه وصلا إلى يانينا Janina عاصمة إبيروس. وهناك بدأ يسجل انطباعاته عن الرحلة في (Childe Harold Pilgrimage) على شكل سيرة ذاتية. وفي ٣ نوفمبر ارتحلت المجموعة جنوبا حتى ما يعرف اليوم باسم إيتوليا Aetolia في حماية حرس الباشا من المرتزقة الألبانيين، وكان كل واحد من هذا الحرس بارعاً في القتل والسرقة. وقد أحبوا سيدهم الجديد (المقصود لورد بايرون) وكان أحد أسباب ذلك أنه بدا لهم غير هياّب من الموت. وعندما أصابت الحمى بايرون هددوا الطبيب بالقتل إذا مات مريضه، ففر الطبيب وشفي بايرون.

وفي ١٢ نوفمبر استقلت المجموعة سفينة نقلتهم من ميسولونجي إلى باتراس Patras وتقدموا يصاحبهم حرس جديد على ظهور الخيول في البلوبونيز وأتيكا Attica (في اليونان الحالية) ورأوا دلفي Delphi وثيبز Thebes ودخلوا أثينا في يوم الكريسماس ١٨٠٩. وكان لابد أن يمر على الرحالتين يوم حافل بالأفراح والأحزان معا. عظمة الآثار القديمة، والدمار الذي لحق بالبلاد حديثا، وعدم الترحيب الشديد بالحكم التركي، فاليونانيون كانوا يوما شعبا فخورا معتزا بنفسه وأصبحوا الآن وقد نزلوا من علياء مجدهم السياسي والفكري ورضوا بحكم الأيام. لقد كان هذا مدعاة لتسلية هوبهوس لكنه أحزن بايرون الذي تجسدت فيه روح الاستقلال، والفخر بالعرق.