وعلى أية حال فقد كانت نساء اليونان جميلات، عيونهم سوداء مثيرات، خضوعهن (استسلامهن) لطيف. وقد سكن بايرون وهوبهوس عند الأرملة ماكرى Macri التي تولت خدمتهما، وكان لديها ثلاث بنات كلهن دون الخامسة عشرة. الفاسقة الصغيرة تعلمت أن تحسّ إزاءهم بعاطفة أبهجتهما وذكرتهما بحبهما أيام براءتهما الأولى. إنها تريزا البالغة من العمر اثنتي عشرة سنة وهي التي علّمته التحية الشجية:
"يا حياة حياتي، أنا أحبك" Zoe mou sas agapo
وقد كتب أغنيته الشهيرة مستوحيا أفكارها من هذه الكلمات:
يا عذراء أثينا، هل سنفترق!
أعيدي إليّ قلبي!
وفي ١٩ يناير ١٨١٠ انطلق بايرون وهوبهوس مع خادم ودليل ورجلين للعناية بالخيول لزيارة واحد من أكثر المشاهد إلهاما في اليونان، واستغرق انتقالهم راكبين أربعة أيام لكن الغاية تبرر الوسيلة: لقد أصبحوا على مرأى الأعمدة الباقية من معبد بوسيدون (النص temple to Poseidon) في الماضي البطولي على قُمةَّ جبل سونيوم (Sunium Promontorium) Cape Colonna لتخبر البحارة أنهم وصلوا بلاد الإغريق. ومما يذكر أن مشاهد هذا الكمال القدسي المتناثرة ومنظر بحر إيجة الذي يبدو على البعد هادئا ناعما، كل ذلك أوحى للشاعر بتأليف قصيدته (جزر اليونان) التي أدرجها أخيرا في النشيد الثالث في عمله (دون جوان). ومن سونيوم تستغرق المسافة إلى الماراثون ثلاثة أيام فقط على ظهور الخيل، وفي الماراثون Marathon تحركت قريحة الشاعر بالأبيات المشهورة التالية:
- الجبال تُطل على الماراثون،
- والماراثون يُطل على البحر،
- ورحت أسلّي نفسي هناك ساعة وحدي،
- وحلمت أن تعود اليونان حرة
- تقف على جثت الفرس (المقصود الأتراك)
- إنني لا أُطيق أن أكون عبدا.
وفي ٥ مارس غادر بايرون وهوبهوس أثينا واستقلتهما سفينة إنجليزية (البايلادز Pylades) قاصدين سميرنا Smyrna، وأجبروا هناك على الانتظار شهرا حيث أكمل الشاعر