للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فلورنسا أو بيزا، وسيأخذ أليجرا معه وستكون - بذلك - قريبة من أمها، ورضي شيلي بذلك، وصرف اهتمامه إلى شيء سيصبح حالا أكثر تأثيرا بالنسبة إليه.

لقد أصابه الرعب (أي شيلي) عندما علم أن المربية إليز Elise - مربية أليجرا - التي كان قد طردها من خدمته في سنة (١٨٢١) قد أخبرت الـ Hoppners أنه كان على علاقة جنسية سرية بأم أليجرا حتى إن كلير قد وضعت له طفلا في فلورنسا وضعه فورا في ملجأ للّقطاء، وأكثر من هذا أن شيلي وكلير كانا يعاملان ماري بطريقة تدعو للخجل ووصل الأمر إلى حد أنه كان يضربها. فكتب الشاعر الذي اعترته الدهشة إلى ماري (في أغسطس) طالبا منها أن تكتب لـ Hoppners مكذبة هذه الأقاويل، فقبلت ماري لكنها أرسلت خطابها إلى شيلي ليوافق على ما ورد به، فأظهره لبايرون وعول عليه في تسليم هذا الخطاب لـ Hoppners واستاء شيلي إذ وجد أن بايرون كان يعلم بهذه الإشاعات وكان - فيما هو واضح - يصدقها. وبدأت الصداقة الشهيرة بينهما تبرد وزاد برودها عندما انتقل بايرون من رافنا إلى بيزا تاركاً أليجرا في ديرها.

هذا التغير كان نتيجة تفاعل الحب والثورة في إهاب واحد. ففي يوليو سنة ١٨٢٠ استصدر والد تيريزا - الكونت رجيرو جامبا Ruggero Gamba من الإدارة الباباوية Papal Curia أمراً باباويا (فتوى) بانفصالها عن زوجها مع حصولها على نفقة منه شريطة أن تعيش مع والديها. فانتقلت إلى بيت والديها بناء على هذا، وكان بايرون لايزال يعيش في قصر جويشيولى Guriccioli فأصبح يزور أسرة جامبا بشكل متتابع، وابتهج لأنه وجد جامبا وابنه بيترو Pietro كانا زعيمين في حركة الكاربونارى Carbonari وهي تنظيم سري يعمل على الإطاحة بالحكم النمساوي في شمال إيطاليا والحكم الباباوي في وسطها وحكم البوربون في نابلي لمملكة الصقليتين (جنوب إيطاليا وجزيرة صقلية) وكان بايرون في (نبوءة دانتي) الصادرة سنة ١٨١٩ قد دعا الشعب الإيطالي أن يهب للتحرر من حكم الهابسبورج Hapsburg والبوربون Bourbon .

وفي سنة ١٨٢٠ شكك الجواسيس النمساويين في أنه يدفع أموالا لشراء أسلحة للكاربوناري، ووضعت ملصقات ملكية في رافنا مطالبة بإعدامه. وفي ٢٤ فبراير سنة ١٨٢١ فشلت حركة العصيان المسلح التي قام بها الكاربوناري وهرب قادتها