للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

منها، فيرديه كانديد قتيلاً، ويستأنف تجواله وحيداً بائساً، حتى يصل فجأة في وادٍ منعزل في بيرةو إلى "الدرادو" حيث يكثر الذهب إلى درجة لا يقدر فيها أحد قيمته. وهي أرض لا يوجد فيها مال ولا سجون ولا محامون ولا كهنة ولا أي صراع اقصادي. ويعمر أهلها السعداء لمائتي عام، وليس لهم ديانة إلا عبادة بسيطة لإله واحد. ويحمل كانديد بعض الذهب ويغادر المكان، ولا يزال قلبه يهفو إلى كونيجوند. ويبحر عائداً إلى أوربا ويصل إلى بور سموث ليجد من فوره أن أمير البحرين Byng قد أعدم رمياً بالرصاص لأنه خسر معركة. ويقول مارتن صديق كانديد الجديد أنهم يعتبرون من الحكمة في هذه البلاد أن يقتلوا أحد أمراء البحر بين الحين والحين ليستحثوا همم الآخرين ويشجعونهم (٣٣). وعلم كانديد أن كوبيجوند في البندقية فيستقل السفينة إلأى إيطاليا ويكتئب ويحس بالضيق والحزن حين يسمع عما تعاني البغايا. ويستمع إلى غناء أصحاب الزوارق في فينيسيا ويخلص إلى أنه قد وجد بعض أناس سعداء. ولكن مارتن ينتهر بقوله "أنت لا تراهم في بيوتهمبين زوجاته اطفالهم. أن للأزواج ما يشغل بالهم ويحزنهم، لأصحاب الجندولات (الزوارق) ما يقلقهم كذلك. حقاً أن صاحب الزورق في الجملة أسعد حظاً من الدوج، ولكني أعتقد أن الفرق بينهما طفيف لا يستحق التفكير فيخه (٣٤).

إن كونيجوند ليست في البندقية. إنها في الأستانة ويهرع إليها كانديد ليجد أنها باتت الآن أمة عوزاً شوهاء. ومع ذلك يحررها ويتزوجها. ويلحق بانجلوس الذي لم تقض عليه محكمة التفتيش تماماً بتلميذه، ويستأنف دفاعه عن التفاؤل، ويلتقون برجل سعيد تقريباً فيرحب بهم ويقدم لهم فاكهة وجوزاً من غرس البيت. ويسأله كانديد "لابد أن لك ضيعة كبيرة" فيجيب الرجل التركي ليس عندي إلا ٢٠ فداناً أفلحها مع أولادي. وإن عملنا ليباعد بيننا وبين ثلاث مساوئ جسيمة: والسأم والرذيلة والحاجة (٣٥). ويقرر كانديد أن يحذو حذو هذا الرجل التركي "ويعمد