ويمكن القول على الجملة إن سياسته أنقذت فرنسا إلى حد معتدل من الكارثة التي جرها إليها الحلف النمساوي المنكوس. فخفض الإعانات المالية التي كانت تدفعها عادة إلى السويد، وسويسرا، والدنمرك، وبعض الأمراء الألمان. وشجع الجهود التي بذلها شارل الثالث ليدخل أسبانيا إلى حظيرة القرن الثامن عشر، وحاول أن يعزز قوة فرنسا وأسبانيا بميثاق الأسرة (١٧٦١) الذي أبرمه الملكان البوربونيان. وقد تعثرت الخطة، ولكن شوازيل فاوض إنجلترا على صلح بشروط تفضل كثيراً ما كان الموقف العسكر يبرره. وقد تنبأ بثورة المستعمرات الإنجليزية في أمريكا، ودعم مركز فرنسا في سان دومنيج والمارتنيك، وجواديلوب، وغيانا الفرنسية، أملاً في إرساء سلطان استعماري جديد يعوض فرنسا عن فقد كندا. وقد تبنى النابليونان هذه السياسة في ١٨٠٣ و١٨٦٣.
ويجب أن نضع مقابل هذه المنجزات إخفاقه في وقف التغلغل الروسي في بولندا وإصراره على قيادة فرنسا وأسبانيا في أعمال عدائية مجددة مع إنجلترا. وكان لويس قد سأم الحرب فاستمع بذهن مفتوح لأولئك الذين يعملون على إسقاط شوازيل. وقد فتن الوزير الأريب الكثيرين بمجاملته للبلاط، واستضافته المسرفة للأصدقاء، وسعة حيلته وجهاده في خدمة فرنسا، ولكنه قوى المنافسات فأحالها عداوات بنقده الصريح وحديثه المستهتر. وأتاحت معارضته لدوباري معارضة لا هوادة فيها لأعدائه سبيلاً إلى أذن الملك. وأيد ريشليو-الذي لا يكل-دوباري. وكان ابن أخيه الدوق ديجون يتحرق شوقاً للحلول محل شوازيل رئيساً للحكومة. ونزلت الأسرة المالكة التي أنكرت نشاط شوازيل ضد الشيوعيين إلى استعمال الخليلة المزدراة أداة لعزل الوزير العديم التقوى.
وطلب إليه لويس غير مرة أن يتجنب الحرب مع إنجلترا ومع دوباري. ولكن شوازيل واصل الإئتمار على الحرب خفية، وازدراء الخليلة جهراً. وأخيراً استجمعت كل قواها ضده وفي ٢٤ ديسمبر ١٧٧٠ أرسل الملك المغيظ رسالة مقتضبة إلى شوازيل جاء فيها "يا لبن عمي، إن عدم رضائي