وظيفته، فارس الفرسان ولا حاجة به إلى تشريف إلا أن الملك الشاب، كان لا يزال في الحادية والعشرين من عمره، أصر على ذلك ومضى بايار يقوم بالمراسيم التقليدية بجلال، ثم طرح سيفه وهو يهتف "لا شك يا سيفي العزيز أنك سوف تحفظ كأي أثر، وتنال من التشريف فوق ما تناله السيوف الأخرى جميعاً، لأنك في هذا اليوم أضيفت على ملك وسيم قوي صفة الفروسية، وإني لن أحملك قط بعد ذلك إلا لمحاربة الأتراك والمغاربة والعرب (٥١"). ودخل فرانسيس بصفته صاحبها وبعث بدوقها المعزول إلى فرنسا وخصص له مرتباً مجزياً واستولى أيضاً على بارما وبياتشنزا ووقع مع ليو العاشر، في احتفالات رائعة في بولونيا، معاهدة واتفاقية يخولان البابا والملك على السواء أن يدعيا الحصول على نصر دبلوماسي.
وعاد فرانسيس إلى فرنسا معبودا لمواطنيه بل ولأوروبا تقريباً، فقد سحر جنوده بمشاطرته إياهم ما لاقوه من مشاق وتفوقه عليهم في الشجاعة، وعلى الرغم من أنه في غمرات انتصاره قد انغمس في التيه بنفسه، فإنه خفف من غلوائه، بالثقة بآخرين وتلطيف حدة كل أنانية بكلمات الثناء والتمجيد. وارتكب وهو ثمل بالشهرة أكبر خطأ في حياته. ذلك أنه رشح نفسه للتاج الإمبراطوري. وانزعج، وهو على حق، باحتمال أن يصبح شارل الأول، ملك أسبانيا ونابلي وكونت الفلاندرز وهو هولندة على رأس الإمبراطوريّة الرومانية المقدسة - بكل تلك المطالب في لومباردي ومن ثم ميلان، التي غزا مكسمليان من أجلها إيطاليا مراراً، وسوف تكون فرنسا، في نطاق إمبراطورية جديدة مثل هذه، محاطة بأعداء لا يقهرون في الظاهر.
وقدم فرانسيس الرشا، وخسر أمام شارل الذي قدم من الرشا أكثر منه وفاز (١٥١٩)، وبدأت المنافسة المريرة التي جعلت غربي أوروبا يعج بالاضطرابات إلى ما قبل وفاة الملك بثلاث سنوات.