بينهم محكمة للتفتيش فاستغاثوا بفرانسيس، فأمر بوقف الاضطهاد (١٥٣٣). واكن الكاردينال ده تورنون ادعى أن الولدانيين كانوا يدبرون مؤامرة تنطوي على خيانة للحكومة، وأقنع الملك العليل المتذبذب بتوقيع مرسوم (أول يناير سنة ١٥٤٥) ينص على أن كل الولدانيين الذين يكتشف أنهم مذنبون ويثبت عليهم تهمة الهرطقة يجب أن يعدموا. وفسر موظفو المجلس النيابي في إكس - أن - بروفانس - الأمر بأنه يعني الإبادة الجماعية. وأبا الجنود في مبدأ الأمر إطاعة الأمر وعلى أية حال فإنهم حملوا على قتل فئة قليلة ثم ألهبتهم حرارة القتل فحولوه إلى مذبحة. وفي خلال أسبوع واحد (١٢ - ١٨ أبريل) أحرقت بضع قرى حتى سويت بالأرض، وفي إحداها ذبح ٨٠٠ رجل وامرأة وطفل، وفي مدى شهرين أزهقت أرواح ٣. ٠٠٠ نفس وهدمت اثنتان وعشرون قرية، وأكره ٧٠٠ رجل على العمل في السفن. ولقيت خمس وعشرون امرأة مذعورة لجأن إلى كهف حنقهن خنقاً بنار أشعلت عند مدخله. ورفعت سويسرة وألمانيا البروتستانتيتان احتجاجات مروعة وبعثت أسبانيا بالتهاني إلى فرانسس (٥٠) وبعد عام اكتشفت جماعة لوثرية صغيرة مجتمعة في سو برئاسة بيير لكلير شقيق جين الذي وسم بالنار وعذب أربعة عشر من الجماعة وأحرقوا كما أحرق ثمانية منهم بعد أن انتزعت ألسنتهم (٧ أكتوبر سنة ١٥٤٦).
وكانت هذه الاضطهادات أعظم فشل مني به عهد فرانسيس. وأضفت شجاعة الشهداء جلالاً وروعة على قضيتهم، ولابد أن ألوفاً من المشاهدين قد تأثروا وانزعجوا، ولولا عمليات الإعدام المشهودة هذه لما كلفوا أنفسهم قط عناء تغيير عقيدتهم الموروثة. وعلى الرغم من الأرهاب المتكرر فإن "حشوداً" سريعة من البروتستانت وجدت عام ١٥٣٠ في ليون وبوردو وأورليان وريمس وأميان وبواتييه وبورج ونيم، ولا روشيل وشالون وديجون وتولور. وكأن الأرض قد انشقت عن فرق من الهوجينوت،