للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أنها تصلح لتهدئة المعبود. فقد علقوا فوق نار وكانوا يدلون إليها ويرفعون منها مراراً وتكراراً وذلك لإطالة أمد عذابهم (٤٦). وأحرق في باريس أربعة وعشرون من البروتستانت وهم أحياء من العاشر من نوفمبر عام ١٥٣٤ والخامس من مايو عام ١٥٣٥. وزجر البابا بول الثالث الملك لهذه القسوة التي لا داعي لها وأمره بوقف الاضطهاد (٤٧).

وقبل أن ينصرم العام كان فرانسيس يخطب ود البروتستانت الألمان من جديد. وكتب بنفسه إلى ميلانكتون (٢٣ يوليو سنة ١٥٣٥) يدعوه إلى الحضور "والتباحث مع بعض المبرزين من الدكاترة عندنا عن الوسيلة لإعادة توطيد دعائم ذلك التناسق السامي في الكنيسة، الذي أرى أنه أعز أمنية لدي على الإطلاق (٤٨) ". ولم يحضر ميلانكتون ولعله ايتراب في أن فرانسيس يستخدمه شوكة في جبن الإمبراطور، وربما أثنه عن عزمه لوثر أو أمير ساكسونيا المختار الذي قال: "إن الفرنسيين ليسوا من الإنجيليين بل هم إرازميون (٤٩) ". وكان هذا صحيحاً بالنسبة لمرجريت وبريسونيه ليفيفر وروسل، ولم يكن صحيحاً بالنسبة لأنصار لصق الإعلانات والهوجينوت الكالفينيين الذين بدأوا يتكاثرون في جنوب فرنسا. وتخلى فرانسيس عن كل جهوده لاسترضاء البروتستانت بعد مسالمة شارل (١٥٣٨).

ولم يكن أعظم خزي لحق بعهده إلا نتيجة خطأه إلى حد ما فقد سمح للفوديين أو الولدانيين، الذين كانوا لا يزالون يحبون الآراء شبه البروتستانتية لبيتر والد ومؤسس طائفتهم في القرن الثاني عشر، بالاحتفاظ بوجودهم الذي يشبه نظام طائفة الكويكر، في ظل الحماية الملكية، في نحو ثلاثين قرية امتداد نهر دورانس في بروفانس. وفي عام ١٥٣٠ شرعوا في مكاتبة المصلحين في ألمانيا وسويسرة، وبعد عامين استخلصوا اعترافاً بعقيدة تقوم على آراء بوسر وأويكو لامبادريوس، وعقد قاصد رسولي