وهناك تابع كولردج ملاحقته لها، وببساطة قاسية غير مقصودة اعترف لزوجته بحبه لسارة الثانية وطلب منها أن تأذن له بحبهما معا. ويوما فيوم ابتعدت عنه نفسيا منشغلة باهتماماتها كأم، وانكفأ هو على كتبه وتأملاته.
وحاول أن يكمل قصته الشعرية (كريستابل Christabel) التي كان قد بدأها في سنة ١٧٩٧ لكنه لم يجد في نفسه حماسا أو إلهاما فتركها ولما تكتمل. وقد امتدح سكوت Scott وبايرون هذه القصيدة في شكلها المخطوط رغم أنهما أخذا عليها بعض الهنات في الموضوع والوزن والحالة النفسية، وأخيرا (١٨١٦) طبعها الناشر مري Murray بتشجيع وحث من بايرون إنها بقايا لم تكتمل لأثر راح ما به من جمال يذوي.
وبعد عام في جريتا هول Greta Hall كانت صحة كولردج وميزانيته تنفد شيئا فشيئا وأحس أنه لن يستطيع الحياة شتاء آخر في منطقة البحيرات. وسعد لتلقيه دعوة للانضمام إلى هيئة تحرير المورننج بوست Morning Post وفي أكتوبر سنة ١٨٠١ ذهب إلى جراسمير للوداع وفي التاسع من الشهر نفسه سارت معه دوروثي وماري إلى جريتا هول Greta Hall، وفي العاشر من الشهر نفسه غادر إلى لندن، أما دوروثي وماري فقد عادتا إلى جراسمير. وكتبت دوروثي في يومياتها:
"لقد قضى كولردج يوما ممتعا … إن كل مشهد وكل صوت يذكرني به كرفيق عزيز عزيز .. لقد كنت مكتئبة ولا أستطيع الحديث لكنني أخيرا هوّنت على نفسي بالبكاء - قال وليم: يا له من انتحاب عصبي. ولم يكن الأمر كذلك، آه يا لكثرة الأسباب التي تجعلني قلقة عليه! ".
وصل كرلردج إلى لندن وانشغل بالكتابة بجدية كاملة في كتاب (الزعماء) الذي كان يتمشى مع سياسة الجريدة (مورننج بوست) الأداة الرئيسية لحزب الأحرار (الهويجز Whigs) - المعارض للوزارة، وإن كان مؤيداً للملكية (بكسر الميم). لقد أدان الرق والتنظيم الإداري القابل للرشوة (الذي كان يرسل بانتظام التورى Tories - المحافظين - إلى البرلمان) وأدان الحكومة لرفضها السلام الذي عرضه نابليون (١٨٠٠) وكاد يحطم بت Pitt بتحليلاته التي لا ترحم له كرجل دولة. وعلى أية حال فقد دافع عن المِلكية (بكسر الميم) الشخصية كأساس ضروري لمجتمع متقدم ومنظم وساق الأدلة على أن الحكومة هي أفضل