للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وجواهره تعدل ما عند نبلاء روما كلهم مجتمعين. وكان سريره محفوراً في العاج ومرصعاً بالذهب والحجارة الكريمة، وكانت أدوات حمامه من الفضة (٨١). وكان له اثنا عشر من القصور والبيوت الريفية ذات الحدائق، أجملها كلها بيت تشيجي الريفي القائم على الضفة الغربية لنهر التيبر. وكان الذي خططه هو بلدساري بروتشي، وزينه بالصور بروتشي ورفائيل، وسودوما، وجويلي رومانو، وسبستيانو دل بيمبو؛ وقد وصفه الرومان حين تم بأنه أفخم قصور روما بأجمعها.

وكان لموائد تشيجي من الشهرة ما يضارع شهرة موائد لوكلس Lucullus في أيام قيصر. ولمّا أتم رفائيل بناء أسطبلاته وقبل أن توضع فيها جياد أجمل من الرجال، استقبل فيها أجستينو البابا ليو وأربعة عشر من الكرادلة في عام ١٥١٨، وأقام لهم فيها مأدبة كان يتباهى بأنها كلفته ألفي دوقة (٢٥. ٠٠٠؟ دولار). وقد سرقت في أثناء هذه الحفلة الممتازة صحاف فضية كبيرة، وأكبر الظن أن اللذين سرقوها خدم في حاشية بعض المدعوين. وأمر تشيجي ألاّ يجري أي تفتيش، وأظهر دهشته في لطف ومجاملة من قلة ما سرق (٨٢). ولمّا انتهت المأدبة، ورفعت الطنفسة الحريرية، وطنافس الجدران، والأثاث الدقيق، ملأت الاسطبلات بمائة جواد.

وأقام المصرفي الثري بعد بضعة أشهر من ذلك الوقت حفلة عشاء أخرى، وأقامها هذه المرة في شرفة القصر الريفي المطلة على نهر التيبر، وكانت الصحاف الفضية، بعد الفراغ من كل صنف من الطعام، تلقى في النهر على مشهد من المدعوين، حتى يتأكدوا من أن أية صفحة منها لن تستعمل أكثر من مرة واحدة. ولمّا انتهت المأدبة استخرج خدم تشيجي الصحاف من النهر بشبكة كانت قد وضعت سراً في مجراه تحت نافذة الشرفة (٨٣). وحدث في مأدبة عشاء أقيمت في قاعة القصر الريفي في ٢٨ أغسطس ١٥١٩ أن قدم الطعام لكل مدعو وفيهم البابا ليو واثنا عشر كردنالاً - في صحاف من