للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الفضة أو الذهب نقش عليها شعاره، وتاجه، ودرعه، وأطعم كل واحد منهم نوعاً خاصاً من السمك، واللحم، والخضر، والفاكهة، والمشهيات، والنبيذ المستورد حديثاً من بلده أو منطقته لهذا الغرض خاصة.

وحاول تشيجي أن يكفر عن هذا التظاهر الوضيع بالثراء، بمناصرته الأدب والفن مناصرة سخية كريمة - من ذلك أنه أدى إلى العالم كرنيليو بنينيو Corneiio Benigo من فيتيربو Viterbo نفقات طبع أشعار بندار، وأنه أنشأ في بيته مطبعة تلك المؤلفات؛ وكانت الحروف اليونانية التي عملت لتلك المطبعة تفوق في جمالها الحروف التي استخدمها ألدوس مانوتيوس في نشر قصائده قبل ذلك بعامين. وكان هذا أول نص يوناني طبع في روما (١٥١٥). وبعد عام من ذلك الوقت أصدرت المطبعة طبعة صحيحة من ثيوقريطس. وكان أجستينو نفسه واسع المعرفة، ولكنه كان يفخر بأن من أصدقائه بمبو، وجيوفيو، وأرتينو نفسه. وقد أغدق أرتينو هذا المال بسخاء، وكان يتباهى بإنفاق هذا المال. وكان أكثر ما يحبه بعد المال وعشيقته هو جميع أنواع الجمال التي يستطيع الفن أن يصورها. وكان ينافس ليو فيما يعهد به من الأعمال إلى الفنانين، وقد فاقه كثيراً في تفسيره الوثني للنهضة، وجمع في قصوره في المدينة وضواحيها مقادير من التحف الفنية تكفي لإنشاء متحف من المتاحف. ويبدو أنه كان يعتقد أن قصره ليس بيتاً فحسب، بل هو إلى ذلك معرض عام للفن يسمح للجماهير أن تدخله من حين إلى حين.

وحدث في ذلك القصر الذي أقيمت فيه مأدبة العشاء السالفة الذكر في ٢٥ أغسطس سنة ١٥١٩، أن تزوج تشيجي بعشيقته الوفية التي ظل يعيش معها طوال الست السنين السابقة، وقام بمراسيم الزواج البابا ليو نفسه. لكنه توفي بعد ثمانية أشهر من ذلك الوقت بعد أيام قليلة من موت رفائيل.