ميلاً إلى التصميم حدا بأحد النبلاء (ارل) أن يبعث به إلى إيطاليا (١٦٠٠) ليدرس عمارة عصر النهضة. ولما عاد إلى إنجلترا ١٦٠٥ أعد مناظر كثير من المسرحيات التنكرية للملك جيمس الأول وزوجته الدنمركية، وزار إيطاليا ثانية (١٦١٢ - ١٦١٤) وعاد متحمساً للقواعد المعمارية القديمة التي سبقت له دراستها في ترجمتها الأنجليزية للمهندس المعماري الروماني فتروفيوس (القرن الأول قبل الميلاد)، والتي وجد خير مثال لها أبنية بللاديو، وبيروتزي، وسان ميشيلي، وسانسوفينو في فينيسيا وفيشنزا. ونبذ هذا الخليط الشاذ من الأشكال الجرمانية والفلمنكية والفرنسية والإيطالية التي كانت قد سيطرت على العمارة في عصر إليزابث. واقترح طرازاً خالصاً، يمكن فيه الاحتفاظ بالنظم الدورية والآيونية والكورنثية متفرقة أو مجتمعة في تتابع ووحدة متجانستين.
وفي ١٦١٥ عهد إليه بكل الإنشاءات الملكية بوصفه مشرفاً عاماً على الأعمال. ولما احترقت قائمة الولائم في قصر هويتهول ودمرت ١٦١٩، عهد إلى جونز بتشييد قاعة جديدة للملك. فوضع تصميم مجموعة ضخمة من المنشآت-١١٥٢×٨٧٤ قدماً في جملتها-ولو اكتمل بناؤها لهيأت لعاهل بريطانيا قصراً أوسع بكثير من اللوفر أو التويليري أو الاسكوريال أو فرساي. ولكن جيمس آثر أن يعيش يومه عن أن يبني للقرون. واقتصر الإنفاق على قاعة الولائم الجديدة، التي لم يتوفر لها من قصد من أبهة، فباتت مظهراً كاذباً غير جذاب للخطوط القديمة وخطوط عصر النهضة. ولما طلب رئيس الأساقفة لود من جيمس الأول إصلاح كاتدرائية سانت بول القديمة، ارتكب المهندس جريمة تغطية صحن الكنيسة القوطي الطراز بمظهر خارجي من طراز عصر النهضة، ولحسن الحظ دمر الحريق الكبير الذي حدث ١٦٦٦ هذا المبنى. وحلت واجهات جونز المأخوذة تصميمها عن بللاديو، محل الطراز التيودوري. وسادت في إنجلترا حتى أواسط القرن الثامن عشر.
ولم يخدم جونز الملك شارل الأول بوصفه كبير مهندسيه فحسب، بل انه تعلم كيف يحب هذا الرجل المنكود، يشكل واضح، إلى حد أنه عندما نشبت الحرب الأهلية دفن مدخراته في Lambeth Marshes وهرب إلى هامبشير (١٦٤٣).