محل الأساقفة في إدارة البلاد في إنجلترا، فقد كان من اللائق أن تكون تحفة النهضة المعمارية في عهد إليزابث هي القاعة الكبرى في مدرسة الحقوق التي كملت في الدار سابقة الذكر ١٥٧٢. ولم يكن في إنجلترا كلها أشغال خشب أجمل من الحاجز المصنوع من خشب البلوط في الطرف الداخلي لهذه القاعة. وقد دمرته القنابل في الحرب العالمية الثانية.
وحالما تهيأت الأسباب لأقطاب عصر إليزابث، شادوا قصوراً نافسوا بها قصور الإقطاع الفرنسي على نهر اللور. فساد سيرجون ثين Thynne قصر لونجليت، وإليزابث كونتيسة شروزيري قاعة Hardwick، وبنى تومارس ارل سفوك Suffolk قصر Audley End الذي بلغت تكاليفه ١٩٠ ألف جنيه "حصل عليها أساساً من الرشا الأسبانية (٥٧) ". وشيد سير إدوارد فيلبس قصر مونتاكوت على طراز عصر النهضة البسيط غير المبالغ في زخرفته، كما بنى سير فرانسيس Willoughby قاعة Wollaton. كما أنفق وليم سيسل بعض ما جمع من مال في إبتناء قصر ضخم بالقرب من ستامفورد، وأنفق ابنه روبرت ما يقارب هذا القدر على تشييد قصر هاتفيلد، الذي يعتبر بهوه الطويل القائم على أعمدة، أضخم الأجزاء الداخلية في العمارة في ذاك العصر. ومثل هذه الأبهاء الطويلة المقامة على أعمدة عالية، حلت في قصور عهد إليزابث محل القاعة الخشبية العظيمة في قصر مالك الأرض. إن المداخن الكبيرة والأثاث الضخم المصنوع من خشب الجوز أو خشب البلوط، والمدرج الفخم والدرابزين المنقوش، والسقوف الخشبية-نقول إن هذه كلها، هيأت لغرف هذه القصور من الدفء والعظمة ما كان ينقص الغرف الأكثر تألقاً في القصور الفرنسية، ومبلغ علمنا أن مصممي هذه القصور كانوا أول من حصلوا على لقب مهندس معماري. إن اللوحة المنقوشة على ضريح روبرت سميشون Smythhshon، الذي أنشأ قاعة وللاتون، تسميه "البناء البارع". أما الآن، وأخيراً، فقد وجدت المهنة العظيمة اسمها الحديث (الهندسة المعمارية).
كذلك أصبح الفن الإنجليزي في تلك الأيام فناً شخصياً، حيث طبع الرجل عمله بطابع شخصيته وإرادته. ولد انيجو جونز في سميثفيلد ١٥٧٣، وأظهر في شبابه