للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أننا أبعد ما نكون عن الراحة والحضارة ".

وفي ١٢ مايو وصل القارب أريل Ariel من جنوى Genoa، فابتهج وليمز الذي سبق له العمل في البحرية، وابتهج شيلي الذي لم يكن يجيد السباحة، وراحا يقضيان كثيرا من الفترات بعد الظهيرة أو في الماء وهما يبحران على طول الساحل. وقلما كان شيلي في أي وقت مضى سعيدا بمثل هذه السعادة الفائقة. وكانت النسوة أحيانا ينضممن إليهما في نزهاتهما هذه، لكن ماري أصبحت حاملاً مرة أخرى وكان المرض يعاودها ولم تكن سعيدة لأن زوجها لم يتركها تقرأ خطابات أبيها الحزينة.

وقد كتب شيلي في المنزل أو القارب قصيدته الأخيرة انتصار الحياة التي توقف فيها عند البيت رقم ٥٤٤ بسبب رحلته الأخيرة. ولم يكن هناك انتصار في هذه الرحلة لأنها تصف مواكب الأجناس البشرية المختلفة في طريقها للفشل والانحطاط مسرعة إلى الموت. وفي البيت رقم ٨٢ نجد تأثير روسو، فالشاعر هنا يتعرض لغباء الحضارة، فهو يظهر مشاهير التاريخ - أفلاطون وقيصر وقسطنطين وفولتير ونابليون - وقد وقعوا في أحابيل الاندفاع المجنون نفسه نحو الثروة والسلطة، ويوصي بالعودة إلى الحياة الطبيعية البسيطة، ولا يجد خلاصا للبشر إلا بذلك.

لم يكن شيلي قد بلغ الثلاثين بعدما فكر في الانتحار في ١٨ يونيو سنة ١٨٢٢. لقد كتب إلى تريلاوني:

"أيمكنك أن تقابل أي عالم يستطيع أن يحضر حامض البروسيك Prussic acid أو خلاصة زيت اللوز المر … سأعتبر ذلك فضلاً كبيرا إن أنت وفرت لي قدرا قليلا من هاتين المادتين .... إنني سأدفع أي مبلغ مطلوب مقابل هذا الدواء … لست في حاجة لأن أخبرك أنني لا أنوي الانتحار في الوقت الحاضر لكنني أعترف لك أنني سأكون مرتاحا إذا ما امتلكت المفتاح الذهبي لغرفة أرتاح فيها راحة أبدية ".

وربما رغبة منه (شيلي) في مساعدة زوجته المريضة - دعا كلير كليرمونت Claire Clairmont أن تأتي من فلورنسا لقضاء الصيف في الكازا ماجني، وبالفعل أتت في أوائل شهر يونيو وكان هذا وقتا مناسبا لمساعدة ماري في عملية الإجهاض المهلكة. وفي ٢٢ يونيو كان شيلي على وشك