ابنة مولاه (٥٥)؛ جنجارو هو الذي نحت بإزميله الفيلة والقطة النائمة التي نراها في ضريح "أيياسو" في نِكُو"، وهو الذي نحت كذلك "باب السفير الإمبراطوري" في معبد "نيشي - هنجوان" في كيوتو؛ وقد قص الفنان على الجانب الداخلي من ذلك الباب قصة الحكم الصيني الذي طهر أذنه مما أصابها من دنس باستماعها لاقتراح عُرض عليه بقبول عرش بلاده، وكيف تجمع قطيع الماشية في تجهم، يقاتل ذلك الحكيم لأنه أصاب ماء النهر بالنجاسة حين أراد تطهير أذنه الدنسة (٥٦)؛ على أن "جنجارو" لم يكسب شهرته هذه إلا لأنه أبرز فنان في وضوح شخصيته، من بين طائفة الفنانين الذين ذهب الزمان بأسمائهم، والذين زينوا ألوف المباني بالخشب المنقوش أو المدهون نقشاً أو دهناً جميلاً؛ ولقد لقيت شجرة "اللاكيه" في جزر اليابان منزلة تتناسب مع شغف أولئك الناس بالفنون، فكانوا يروونها في عناية عظيمة؛ وكان رجال الفن أحياناً يكسون نقوشهم التي نحتوها في الخشب بطبقات من "اللاكيه"، وأحياناً أخرى يسرفون في فرض العناء على أنفسهم بأن يصبوا تمثالاً من الطين، ثم يجعلونه أجوف، ثم يضعون في جوفه عدة طبقات من "اللاكيه"، كل طبقة تكون أسمك من سابقتها (٥٧)؛ وهكذا رفع الفنان الياباني مادة الخشب إلى منزلة المرمر، وملأ الأضرحة والمقابر والقصور بأجمل ما نعرفه في القارة الآسيوية من الزخارف الخشبية.