وإنه لما يذكر حسنة من حسنات الخشب باعتباره أدوم مواد البناء بقاء، أن أحد هذه الأبنية الخشبية قد ظل قائماً رغم ما تعاوره من زلازل لا تحصى عدداً فكان أطول عمراً من مائة ألف معبد من المعابد التي شيدت بالحجر، وكذلك مما يذكر على سبيل الفخر للبنّائين الذين أقاموا تلك المعابد أن اليابان لم تشهد فيما بعد بناء واحداً يفوق هذا الضريح العريق في القدم من حيث جلال البساطة، وربما كانت المعابد المقامة في "نارا" نفسها موازية في جمالها لهذا الضريح، وهي أحدث منه بقليل، وخصوصاً "القاعة الذهبية" التي في معبد "تودايجي" والتي بلغ التناسب في أجزائها حد الكمال، ويقول "رالف آدمز كرام" إن "نارا" تحتوي على أنفس آيات الفن المعماري في آسيا (٥٩).
وبلغت العمارة في اليابان أوجها الثاني في عهد حكومة "أشيكاجا" العسكرية؛ فقد صمم "يوشيمتسو" أن يجعل من كيوتو أجمل عاصمة على وجه