الأمير دي كونتي مجموعة من ثمانمائة صندوق من مختلف الأشكال، من المعادن النفيسة، وكلها رائعة متقنة الصنع. واستخدمت مواد أخرى كثيرة لمثل هذه الأغراض: العقيق، عرق اللؤلؤ، اللازورد .... وكان قطع الجواهر وتركيبها الامتياز الذي تفرد به ٣٥٠ من مهرة الحرفيين الذين ضمتهم نقابة الصائغين.
وحملت أشغال المعادن سمعة العصر في رقة القوالب والأشكال والصقل والإتقان. واتخذت مناصب أو مساند الحطب المشتعل أشكالاً خرافية من التصميمات أو الرسوم المعقدة من الحيوانات الخيالية عادة. واستخدم البرونز الذهبي اللون لصنع أو زخرفة هذه المناصب والمشاعل والشمعدانات ذوات الشعب أو تحليتها بالزخارف، أو لتركيب ساعة الحائط أو البارومتر أو حجر الشب أو الخزف الصيني. فبلغ البرونز الحديث ذروه استخدامه في القرن الثامن عشر، فكان من الممكن أن تكون ساعات الحائط في أشكال ضخمة غريبة وساعات الجيب أو اليد صلبة جميلة-من البرونز أو المينا أو الفضة أو الذهب، ومزدانة بنقوش غاية في الجمال والإتقان. وكانت المشاعل في بعض الأحيان تحفاً رائعة في فن النحت، مثل تلك التي أبدعها فالكونيه لقصر فرساي. وكانت المنمنمات والرسوم الفاخرة من روائع هذا العصر. وأنتجت أسرة واحدة هي أسرة رومتيير، خمسة أشكال من الرصائع (الميداليات) المحفورة على مدى قرن من الزمان، تميزت كلها بدقة الصنع إلى أن الأكاديمية الملكية للفنون الجميلة رحبت بانضمامها إليها، في عداد كبار الرسامين والمثاليين. إن القرن الثامن عشر عرض في الأشياء الصغيرة في الحياة أعظم ثروته خلواً من الهموم، كما عرض أكثر فنونه دقة وإتقاناً. وقال تلليران "إن أولئك الذين لم يعيشوا قبل ١٧٨٩ لن يدركوا أبداً إلى أي حد يمكن أن الحياة حلوة"(٣)، إذا تسنى للمرء أن يختار الطبقة التي ينتمي إليها ويتفادى المقصلة.