كانت كتحذير كاف. وانضم أعضاء المجلس البلدي الجديد للجماهير وعرضوا التدخل لدى محافظ الباستيل لعقد ترتيبات سلام.
وكان محافظ الباستيل هو برنارد - رينيه جوردان Bernard - Rene` Jordan، Marquis de Lavnay رجلاً من المؤكد أنه مثقف ولطيف المعشر، فقد استقبل المفوضين من الجماهير بترحاب، وعرض المفوضون أن يضمنوا أن يتصرف الثوار بشكل سلمي إذا هو أزاح المدافع من مواقع الإطلاق. وإذا أمر جنوده وكان عددهم ١١٤ جنديا بعدم إطلاق النار، ووافق المحافظ واستضاف الزوار لتناول الغداء.
وتلقت لجنة أخرى ضمانا مشابها، ولكن المحاصرون راحوا يصيحون قائلين إنهم يريدون ذخيرة لا وعودا وكلمات.
وبينما الطرفان يتفاوضان تسلق بعض العمال النشيطين إلى مراكز التحكم ودلوا الجسرين المتحركين فاندفع المهاجمون عبر هذين الجسرين إلى ساحة الباستيل، فأمرهم دي لوني de Launay المحافظ الآنف ذكره بالتراجع لكنهم رفضوا، فأطلق عسكره النار عليهم، وتغلب الثائرون المقتحمون عندما قام الحرس الفرنسي بإحضار خمسة مدافع وبدأ في تدمير أسوار الحصن، فتحت هذا الغطاء من النيران اندفع جمهور الثائرين إلى داخل السجن واشتبكوا في معركة مع جنود الحرس، وتلاحم الطرفان فسقط من المهاجمين ثمانية وتسعون.
كما قتل واحد من المدافعين، وازداد المهاجمون عدداً وشراسة وعرض دى لوني محافظ السجن أن يسلم إذا سمح الثوار لرجاله بالخروج سالمين بأسلحتهم، لكن قادة الجماهير الثائرة رفضوا ذلك، فاستسلم فقتل المنتصرون ستة عساكر آخرين وحرروا سبعة سجناء واستولوا على الذخائر والأسلحة وأسروا محافظ السجن دى لوني واتجهوا مظفرين إلى دار البلدية. وفي الطريق كان جانب من الجماهير مغيظا محنقاً بسبب ما مر بهم من كوارث فضربوا رجلا أرستقراطيا اعتراه الارتباك والذهول وأجهزوا عليه وقطعوا رأسه ورفعوه على رمح، وقطع رأس جاك دى فليسيل Jacques de Flesselles شهبندر التجار والذي كان قد ضلل الناخبين عن موضع الأسلحة، وأضيف رأسه المقطوع إلى موكب الثوار، وكان قد جرى قطعه في بلاس دى جريف Place de Greve (ميدان الرمال).