للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

القرميد مطلة على البارثنون، ومتجهة نحو جبل هيمتس Hymettus والبحر. ومن أجل هذا فإن أشخاص المسرحية حين ينادون الشمس والنجوم والبحار، كانوا ينادون حقائق واقعية يستطيع معظم النظارة، وهم يستمعون إلى الحديث أو الغناء، أن يروها ويشعروا بوجودها. وقد صنعت المقاعد من الخشب أولاً، ثم من الحجارة بعدئذ، ولم تكن لها مساند خلفية؛ وكان كثيرون من النظارة يأتون معهم بوسائد يجلسون عليها، ولكنهم كانوا يحضرون خمس مسرحيات في اليوم الواحد دون أن يسندوا ظهورهم إلى شيء معروف لنا غير ركب من خلفهم من النظارة، وهي بلا ريب مساند غير مريحة. وكان في الصفوف الأمامية عدد قليل من المقاعد الرخامية ذات الظهور يجلس عليها كبار كهنة ديونيشس المحليين وموظفو المدينة (١). وكان عند قاعدة منصة الخطابة مكان للرقص وللمغنين، وكان من خلفها بناء خشبي صغير يسمى الاسكيني Skene أو المنظر، يتخذ تارة لتمثيل قصر، وتارة لتمثيل معبد، أو بيت خاص، وأكبر الظن أنه كان يستخدم فوق هذا لجلوس الممثلين حين لا يكونون على المسرح يمثلون أدوارهم (٢). وهناك معدات بسيطة "كمذابح" القرابين، والأثاث وما إليها مما قد تحتاجه المسرحية؛ وأخرى كالمناظر والملابس يؤتى بها عند تمثيل مسرحية لأرسطوفان (٢٠) وقد صور أجاثاركس الساموسي عدة مناظر تصويراً توهم الرائي بوجود مسافات بينها. وكانت هناك عدة وسائل آلية تساعد على تغيير مجرى الحوادث أو مكانها (٣). من ذلك أنه إذا أريد إظهار انتهاء


(١) هذا الوصف وما يليه من وصف المسرح يفترض فيهما أن الملهى الذي شاده ليقورغ قد شيد على غرار الملهى القديم الذي حل محله.
(٢) لسنا نعلم علم اليقين أكانت الحوادث تقع على سقف المسرح أم على مقدمته، وربما كانت الحوادث تتحرك عليه من مستوى إلى مستوى آخر كلما تغيرت الأمكنة في القصة.
(٣) كانت ستارة تسقط من أعلى تستخدم في العهد الروماني فتتدلى في فجوة في بداية المنظر وترفع في نهايته. ولكن المسرحيات الباقية لدينا من القرن الخامس ليس فيها شواهد على هذا، ويلوح أنها كانت تعتمد على أناشيد ترتل بين الفصول لتؤدي الغرض الذي يؤديه إنزال الستار.