للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

من الإدارة البابوية) عام ١٥٢٨ علل ضرب الله لعاصمة العالم المسيحي بعبارات أشبه ما تكون بلغة البروتستنت فقال "لأن البشر كلهم فسدوا؛ إننا لسنا مواطني مدينة روما المقدسة، بل مواطني بابل، مدينة الفساد" (٧). وهو ما قاله لوثر.

قبيل عام ١٥١٧، في تاريخ غير مؤكد، أسس جوفاني بييترو كارافا والكونت جاتانو داتيني "مصلى الحب الإلهي" في روما للصلاة وإصلاح الذات. واختلف إلى المصلى الخمسون من الرجال النابهين، منهم إياكوبو سادوليتو، وجانماتيو جيبرتي، وجوليانو داتي. وفي عام ١٥٢٤ أسس جاتانو طريقة للأكليريكيين النظاميين، وهم قساوسة علمانيون يخضعون نفسهم للنذور الديرية. وفض المصلى بعد "نهب روما"، والتحق كارافا وآخرون بالطريقة الجديدة التي اتخذت لها اسماً هو التياتية، نسبة إلى تياتي أوتشييتي، مقر أسقفية كارافا. وقبل في الطريقة رجال مرموقون مثل: بييتر وبيميو، وماركانطونيو فلامينيو، ولويجي بريولي، وجاسبارو كونتاريني، وريجينالد بولي … وكلهم نذروا أنفسهم للفقر، والعناية بالمرضى، وحياة الفضيلة الصارمة، وكان هدفهم كما قال أول مؤرخ لهم: "تعويض ما في الأكليروس من نقص، بعد أن أفسدت رجاله الرذيلة والجهل مما أفضى إلى خراب الشعب" (٥). وانتشر أعضاء الطريقة في شتى أنحاء إيطاليا، وأسهم المثل الذي ضربوه كما أسهمت الإصلاحات البابوية والمجمعية، والمثل الذي ضربوه الكبوشيون والجزويت، في إصلاح خلق الأكليروس الكاثوليكي والبابوات. وضرب كارافا المثل بالتخلي عن كل وظائفه الكنسية ذات الموارد، وتوزيع ثروته الكبيرة على الفقراء.

وكان جيبرتي في شخصه وسيرته صورة للإصلاح الكاثوليكي. فهو في بلاط ليو العاشر من أئمة الإنسانيين، وفي عهد كلمنت السابع أمين أول للإدارة البابوية. وإذ هزته كارثة عام ١٥٢٧، اعتكف في