ويضعف الاقتصاد، وبدلاً من الضرائب قرر عمل يانصيب بعد المفاوضة، جاء بمائة مليون من الجنيهات. ثم لجأ إلى الأكليروس وظفر منهم بمنحة قدرها ثمانية عشر مليوناً من الجنيهات بعد أن تعهد بمصادرة الطبعة التي أصدرها بومارشيه من أعمال فولتير. ثم أعاد سك العملة الذهبية فربح للخزانة بذلك خمسين مليوناً. واقترض ١٢٥. ٠٠٠. ٠٠٠ من المصرفيين. وحداه الأمل في حفز التجارة إلى تخصيص مبالغ كبيرة للمشروعات الصحية العامة في المدن ولتحسين الطرق والترع والثغور، واستفادت موانئ الهافر ودنكرك ودييب ولاووشيل، وبدأت الأرصفة الكبرى في شربورج. وعملاً بالنظرية التي تزعم أنه لا بد للحكومة من أن تتخذ لها دائماً واجهة من الثراء، وخصص الاعتمادات دون تردد للحاشية، ولم تسأل أسئلة حول نفقات أخوة الملك أو الملكة. أما الملك نفسه، فإنه برغم نواياه الطيبة سمح بزيادة نفقات بيته من ٤. ٦٠٠. ٠٠٠ جنيه في ١٧٧٥ إلى ٦. ٣٠٠. ٠٠٠ في ١٧٨٧ (١٨).
وكان كالون كلما يقترض كلما زاد إنفاقه، وكلما اقترض ازدادت الفائدة التي يتعين دفعها على الدين. وفي أغسطس ١٧٨٦ اعترف للملك المذهول أن كل الوسائل قد استفدت، وأن الدين القومي والعجز السنوي زادا زيادة لن يسبق لها نظير، وانه لا نجاة للحكومة من الخراب المالي إلا بتوسيع الضرائب لتشمل النبلاء الأكليروس. وكان كالون عليماً بأن برلمان باريس الذي كان آنئذ مرتبطاً بنبلاء السيف في حلف سافر سيقاوم هذا الاقتراح، ومن ثم اقترح أن يدعى لفيف من الرجال البارزين يختارهم بمعرفته من الطبقات الثلاث كلها في جميع أنحاء فرنسا إلى فرساي للتشاور إنقاذاً لمالية الدول، فوافق الملك.
والتأم شمل "مجلس الأعيان" وفي ٢٢ فبراير ١٧٨٧، وكان يضم ٤٦ نبيلاً، و١١ كنسياً، و١٢ عضواً من مجلس الملك، و٣٨ قاضياً، و١٢ نائباً من "أقطار الدولة"(وهي أقاليم تتمتع بامتيازات خاصة)، و٢٥ موظفاً بلدياً، وجملتهم ١٤٤. ووجه كالون إليهم الخطاب بصراحة تنطوي على الشجاعة، وأفاض في الحديث عن المساوئ التي لا بد من القضاء عليها