الاقتراح على أمل أن توحيد بولندا يمكن أن يكون خطوة نحو استقلالها.
وكان يمثل بروسيا من الناحية الرسمية الملك فريدريك وليم الثالث وإن كان الأكثر فعالية في وفدها هو الأمير فون هاردنبرج von Hardenberg مع فيلهلم فون همبولدت Wilhelm von Humboldt الذي كان كفيلسوف الحاشية.
لقد طالبوا بمكافأة مناسبة للقيادة العسكرية الباهرة للقائد البروسي بلوخر Blucher ولتضحية البروس بحياتهم. ووافق إسكندر بشرط أن تسحب بروسيا دعاويها في المنطقة البولندية التي كانت تابعة لها، وقدَّم لفريدريك وليم كل سكسونيا (التي كان ملكها مسجوناً في هذا الوقت في برلين) والذي يستحق عزله من منصبه لأنه كان قد قدَّم الجيش السكسوني ليكون تحت إمرة نابليون، ووجد الفريهر فوم شتاين Freiherr Vom Stein أن هذا حل لطيف للمسألة.
وادّعت النمسا أن دعوتها للتحالف (ضد نابليون) هي التي قررت نتيجة الحرب، ولابد - لهذا - أن تتلقى عوناً كريماً على مائدة المنتصرين. وكان إبعادُ النمسا عن بولندا أمراً لا يُحتمل كما أن ضم سكسونيا إلى بروسيا قد يطيح بتوازن القوى كلية بين الشمال والجنوب، وبذل ميترنيخ Metternich كل جهده وكياسته وحدّة ذهنه للحيلولة بين المجتمعين وبين أن يجعلوا من النمسا قوة أوروبية (أو كياناً أوروبيا) من الدرجة الثانية. وعاون الإمبراطور فرانسيس الثاني وزير خارجيته في تحقيق هذا الغرض بإغراق ضيوفه بالولائم والحفلات. لقد كانت خزانته بعد الحرب على شفا الإفلاس، فغامر بما بقي فيها بإغراق ضيوفه بالنبيذ والشمبانيا (نوع من الخمور) وإتخامهم بالوجبات الدسمة Neanderthal Meals، وتألقت صالات القصور الملكية طوال معظم الليل بالحفلات المسرفة، وظهر الممثلون والممثلات والمغنون والمغنيات والفنانون والفنانات لتحقيق البهجة لأصحاب الجلالة والسعادة والسمو ومن معهم.
وهز بيتهوفن مشاعر المدينة بمقطوعته " Die Schlacht Von Vittaria" وحملت النسوة الجميلات ثروات طائلة في ملابسهم وشعرهن (المقصود الحلي والمجوهرات)، وأبدين للعيان كثيراً من زينتهن بقدر ما يسمح احترامهن الرقيق للكاردينال كونسالفي Consalvi،