وكتب والد بيتهوفن الذي كان صوته الصادح قد تدهور منذ مدة طويلة، كتب للناخب (الأمير) واصفاً فقره المدقع طالباً منه المساعدة. ولم يصل إلينا ما يفيد أنه تلقى ردا لكن مغنياً آخر في الكورس (جوقة العزف في بلاط الناخب) قدم له يد العون، وفي سنة ١٧٨٨ أضاف لودفيج بيتهوفن نفسه للأسرة دخلاً إضافيا بتدريسه البيان لإليونور فون بروننج Eleonore Von Breuning وأخيها لورنز (لورنتس Lorenz) وقد استقبلته الأم الأرملة الثرية المثقفة كابن من أبنائها، وقد أثرت هذه الصداقة إلى حد ما في تهذيب شخصية بيتهوفن.
ومن الذين قدموا لبيتهوفن يد العون الكونت فرديناند فون فالدشتين Count Ferdinand Von Waldstein (١٧٦٢ - ١٨٢٣) الذي كان هو نفسه موسيقياً وصديقا مقربا للناخب (الأمير) إذ إنه عندما علم بفقر بيتهوفن راح يرسل له بين الحين والحين أموالا زاعما أنها من الناخب نفسه (من الأمير) وقد أهدى إليه بيتهوفن في وقت لاحق سوناتا البيانو piano sonata (Opus ٥٣ in C Major) التي حملت اسمه .. وكان لودفيج بيتهوفن لا يزال في حاجة إلى مساعدة أكثر من تلك التي كان يتلقاها حتى الآن لأن والده المكتئب كان قد استسلم للكحول (أدمن معاقرة الخمر) وتم إنقاذه من الاحتجاز (أو القبض عليه) يشق النفس لما يسببه من إزعاج عام.
وفي سنة ١٧٨٩ أخذ بيتهوفن على عاتقه - ولم يكن قد تجاوز التاسعة عشرة من عمره - مسئولية إخوته الأصغرين سنا وأصبح هو رأس الأسرة من الناحية الرسمية، وفي ٢٠ نوفمبر صدر مرسوم من الناخب (الأمير) بإنهاء خدمة جوهان (يوهان) فان بيتهوفن (والد لودفيج بيتهوفن) على أن يدفع نصف راتبه السنوي وقدره مائة ريخشالر reichsthalers لابنه لودفيج بيتهوفن ونصفه الآخر لأخيه الأكبر، واستمر بيتهوفن في كسب مبالغ بسيطة كعازف رئيسي للبيان وأرغني ثان (عازف ثان للأرغن) في أوركستر الناخب (الأمير).
وفي سنة ١٧٩٠ توقف فرانز (فرانتس) جوزيف هايدن Franz Joseph Haydn - وهو عائد مكلل بالنصر من لندن - في بون وهو في طريقة إلى فيينا، فقدم له بيتهوفن كنتاته Cantata كان قد ألفها ـ مؤخرا فامتدحها هايدن، وربما علم الناخب (الأمير) بشيء من هذا الثناء، فلبى اقتراحاً بإرسال الشاب إلى فيينا للدراسة مع هايدن وأن يتلقى راتبه في الوقت