المشاركة في اختيار الإمبراطور الجديد، (ولعل كلمة أمير تقرب المعنى للقارئ العربي فهو إذن قد تم تعيينه أميراً لكولوني) فاتخذ بون مقرا لإقامته، وكان رجلا رحيما رفيقا مولعاً بالطعام والموسيقى وأصبح لفرط حبه للطعام أسمن رجل في أوربا لكنه أيضا جمع أوركسترا من إحدى وثلاثين قطعة موسيقية. وعزف بيتهوفن وهو في الرابعة عشرة من عمره الفيولا viola (الكمان الأوسط) في هذه الأوركسترا. كما كان له جمهور مستمعين أيضا كعازف مساعد على الأرغن في البلاط (بلاط الناخب) والمعنى أنه كان يعزف على الأرغن organist إذا غاب العازف الرئيسي، وكان يتقاضى راتبا على هذه المهمة مقداره ١٥٠ جولدن gulden (نحو ٧٥٠ دولاراً؟؟) في العام، وكتب المسئولون عنه تقريرا للناخب (الأمير) في سنة ١٧٨٥ بأنه: "كفء … هادئ وسلوكه حسن، وفقير".
ورغم بعض الشواهد على قيامه بمغامرات جنسية، فإن سلوكه الطيب ونمو كفاءته الموسيقية وتطورها جعلت الناخب (الأمير) يسمح له، برحلة إلى فيينا على نفقته (أي نفقة الناخب) لدراسة التأليف الموسيقي. وسرعان ما استقبله موزارت بمجرد وصوله، وكان موزارت Mozart قد سمع عزفه فامتدحه امتداحا معتدلا بشكل مخيب للآمال ظنا منه أن مقدرة الشاب على العزف متوقفة على هذه القطعة التي عزفها والتي عزفها قبله كثيرون، فلما أحس بيتهوفن منه هذا الشك طلب منه (من موزارت) أن يقدم له مقطوعات مختلفة لعزفها على البيانو، فانبهر موزارت بخصوبة الشاب وتمكنه من العزف، فقال لأصدقائه "راقبوه، فسيقدم في يوم من الأيام للعالم ما يجعله موضع حديث" لكن هذه القصة تبدو بغير أساس، فقد كان موزارت يعطي الفتى بعض الدروس، إلا أن موت والد موزارت - ليوبولد - في ٢٨ مايو ١٧٨٧، ووصول أخبار بأن أم بيتهوفن تحتضر قطعت هذه العلاقة التي لم تطل، إذ أسرع بيتهوفن عائداً إلى بون ليكون إلى جوار أمه وهي تموت (١٧ يوليو).