للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ونيكولاوس جوهان Nikolaus Johann (١٧٧٦ - ١٨٤٨) .

ولم يكن للأب فيما يبدو سوى راتبه مغنياً صادحاً في بلاط الناخب (الأمير) ومقداره ثلاثمائة فلورين florins فعاشت الأسرة في أحد أحياء الفقراء في بون، ولم يكن المحيطون ببيتهوفن والمرتبطون به من النوع الذي يجعل منه رجلا مهذبا (جنتلمان)، لذا فقد ظل متمردا فظا (غير مصقول) وقد حث والد بيتهوفن ابنه - أو أجبره - وهو في الرابعة من عمره على العزف على البيان أو الفيولين عدة ساعات نهارا وأحيانا ليلا، رغبة من الوالد في تحسين دخل الأسرة بتقديم ابنه كعازف معجزة. ومن الظاهر أن الطفل لم يكن لديه من نفسه وازع يحثه على عزف الموسيقى وسماعها. وعلى وفق شهود عيان كثيرين أن الطفل (بيتهوفن) كان يجبر على العزف بطرق قاسية حتى إنه كان يبكي في بعض الأحيان. وأحب الطفل الموسيقى بعد أن تعرض لآلام كثيرة بسببها، وظهر بيتهوفن وهو في الثامنة من عمره مع تلميذ آخر في حفلة موسيقية عامة في ٢٦ مارس سنة ١٧٧٨ وحصل على عائد مادي لم تذكره المصادر. وحث الأصدقاء الأب على التعاقد مع معلمين لينموا مواهب لودفيج بيتهوفن.

وبالإضافة لهذا تلقى بعض التعليم الرسمي. لقد علمنا أنه التحق بمدرسة حيث تعلم اللاتينية بقدر يكفي لأن يبث في بعض خطاباته بعض الطرائف اللاتينية المضحكة. وتعلم قدرا من الفرنسية (التي كانت هي اللغة العالمية في هذا العصر) بقدر يمكنه من الكتابة بها بشكل مفهوم. ولم يتعلم أبداً كيف يكتب هجاء الكلمات في أي لغة بشكل صحيح وقلما كان يكلف نفسه عناء استخدام علاقات الترقيم، لكنه كان يقرأ بعض الكتب بشكل جيد، وكانت هذه الكتب التي قرأها تتراوح بين روايات سكوت Scott والشعر الفارسي وكان ينقل في دفتر خاص به نتفاً من الحكمة التي يلتقطها من قراءاته. ولم يكن يمارس الرياضة إلا من خلال أصابعه (يقصد عزفه على الآلات الموسيقية) وكان يحب أن يرتجل ولم يكن يضارعه في هذا سوى أبت فوجلر Abt Vogler

وفي ١٧٨٤ تم تعيين ابن ماريا تريزا الأصغر - ماكسميليان فرانسيس Maximilian Francis - ناخبا لكولوني (على وفق مصطلح العصر في هذه المنطقة، فإن الناخب يعني من له حق