هو الوريث الشرعي للعرش. فما كان من شارل إلا أن كذب هذا بإعلانه أنه لم يتزوج قط إلا من كاترين أوف براجانزا، وإذ وجد أن شافتسبري خصم عنيد، فإنه أقصاه عن مجلس المخصوص (١٣ أكتوبر ١٦٧٩).
وأثناء توالي الأزمات ولمحن على هذا النحو كاد شارل أن يبدل من خلقه ومن شخصيته، فودع حياة البهجة والدعة. وباع أسطبلاته، وانصرف بكليته إلى الإدارة والسياسة، وحارب أعداءه بتراجع محكم التدبير، حتى جاوزوا حدودهم فانتهوا إلى الفشل إن الملك في سنواته الخمس الخيرة أبدى من قوة العزيمة والمقدرة ما أدهش حتى الأصدقاء. وإذ عاودته الطمأنينة والثقة فقد دعا برلمانه الرابع.
واجتمع البرلمان في ٢١ أكتوبر ١٦٨٠. وأقر مجلس العموم في شهر نوفمبر "مشروع قانون الاستبعاد" الثاني، وقدم إلى مجلس اللوردات. وهنا تحول هاليفاكس الذي كان يصوت حتى تلك اللحظة إلى جانب "حزب الهوبج" نقول تحول الآن إلى جانب الملك، وبدأ يحظى بقلب "القلب الحول" ويزهو ويختال به. إنه كان يبغض جيمس ويرتاب في الكاثوليكية، ولكنه اتفق مع شارل في ضرورة الإبقاء على مبدأ الملكية الوراثية. كما خشي أن يقود شافتسيرى إنجلترا إلى حرب أهلية ثانية (١٥٣). ومن ثم فإنه بفصاحته ومنطقه في المناقشة الطويلة التي جرت بشأن "مشروع قانون الاستبعاد" أقنع اللوردات برفض المشروع. ورد مجلس العموم على هذا، برفض الموافقة على أية اعتمادات مالية للملك، وحظر على التجار والمصارف إقراضه أية أموال، وحاكم هالي فاكس وسكروجز وفيكونت ستافورك وهو أحد اللوردات الخمسة المعتقلين في سجن لندن. وحكم على ستافورك بالإعدام بناءً على شهادة أوتس، وضرب عنقه في ٧ ديسمبر. وفض الملك البرلمان في ١٨ يناير ١٦٨١.
وبدلاً من أن يضحي شارل بأخيه بسبب حاجته إلى المال، اعتزم شارل أن يمول الحكومة بأن يصبح من جديد أسيراً للملك الفرنسي لويس الرابع