للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

التدابير التي ينبغي لأي مجتمع مدني أن يتخذها للتخلص من النفايات، وللحفاظ على نقاء الماء والطعام، ولصيانة الصحة في المدارس والمصانع، ولحماية صحة النساء في الصناعة. وزاد الطبيب على هذا أن أوصى بفرض الضرائب على العزاب، وبذل النصيحة للأزواج لحفظ صحتهم، وطالب بتعليم الأطفال مبادئ الصحة. وكان نابليون أحد الذين قدروا أفكار فرانك، فرجاه أن يأتي ويخدم في باريس، ولكن فرانك بقي في فيينا.

وأما المستشفيات فقد تخلفت كثيراً عن واجب الاهتمام المنظم بالمرض. فقد ازداد عددها. ولكن جودتها هبطت. وضاعفت إنجلترا على الأخص من مستشفياتها في القرن الثامن عشر، ولكن كلها كان يعتمد على التبرعات الخاصة دون منحة من الدولة (٢٢). وفي باريس تلقى أكبر مستشفياتها المسمى الأوتيل ديو ٢٥١,١٧٨ مريضاً في السنوات الإحدى عشرة بين ١٧٣٧ و ١٧٤٨، مات منهم ٦١. ٠٩١. وقد أفضى التهافت على "منزل الله" هذا-كما سموه- إلى حشد ثلاثة أشخاص أو أربعة أو خمسة أو حتى ستة في فراش واحد، "فكان المحتضرون والناقهون يرقدون جنبا إلى جنب … وكان الهواء ملوثاً بالإفرازات المنبعثة من هذا العدد العديد من الأجساد المريضة" (٢٣). وكان من بين الأعمال الخيرة الكثيرة التي قام بها لويس السادس عشر في ١٧٨١ أمره بأن "يخصص سرير مستقل لكل من ٢. ٥٠٠ مريض، وأن ينام خمسمائة مريض على أسرة مزدوجة يفصلها حاجز"، وأن تخصص حجرات للناقهين (٢٤). ومع ذلك لم يكن بالمستشفى بعد سبع سنوات من الأسرة المنفردة سوى ٤٨٦، واحتوى ١. ٢٢٠ سريراً أربعة مرضى أو أكثر، ورقد ثمانمائة مريض على القش (٢٥). وفي فرانكفورت-على -المين وغيرها من المدن كان الهواء في المستشفيات من الوخم بحيث "رفض الأطباء الخدمة في المستشفيات باعتبارها معادلة لحكم بالإعدام" (٢٦).