في عام ١٤٣٠ أي قبل موت مارتن بعام واجحد، إلى أميره رسالة تكاد تضرب على نغمة الإصلاح الديني وتندر به قال:
إن الشره يسود دوائر الحكومة في روما، وهي تبتدع في كل يوم أساليب جديدة .. لابتزاز المال من ألمانيا … وهذا هو منشأ ما نراه من الضجيج والأحقاد الكثيرة .. ومن أجل هذا ستثار أسئلة كثيرة عن احوال البابوية، والافسينبذ الناس آخر الأمر طاعتها لكي ينجوا من هذا الابتزاز المرهق الذي يعمد إليه الإيطاليون، وأنا أرى أن هذا المسلك الأخير هو الذي سترتضيه معظم البلدان.
وخلف مارتن على كرسي البابوية راهب فرارنشسكاني صالح تقي غير أهل لتصريف الأمور فوجد أمامه المشاكل التي تجمعت حول الكرسي الرسولي. لقد كان على البابوية أن تحكم ولايات دنيوية وأن تحكم الكنيسة الدينية، وكان على البابوات أن يكونوا رجال سياسة ملمين بشؤون الدنيا ولم يكونوا قديسين فحسب. ولسنا ننكر أن يوجينوس الرابع كان يستطيع أن يكن قديساً لو أن متاعبه لم تملأ قلبه حقداً. فقد حدث في السنة الأولى من ولايته أن عاد مجلس بازل فأكد من جديد سيادة المجلس العامة على البابوات واستحوذ على ما كان من وظائف تمارسها من عهد طويل فنقلها إليه واحد بعد واحدة. من ذلك أنه أخذ يصدر صكوك الغفران ويعين من يشغلون المناصب العامة ويطلب أن ترسل بواكير المرتبات الدينية إلى المجلس لا إلى البابا. فما كان من يوجينوس إلا أن أمر المجلس بالانفضاض، فرد عليه المجلس بأن خلعه وعين أماديوس الثامن دوق سافوي بابا معارضاً باسم فلكس الخامس (١٤٣٩). وهكذا تجدد الانقسام البابوي.
وأراد شارل السابع ملك فرنسا أن يتم ما خيل إليه أنه هزيمة للبابوية فدعا إلى الانعقاد جمعية مؤلفة من الأساقفة الفرنسيين والنبلاء والمحامين